عاد خالد من مدرسته مبتسمًا ومليئًا بالحيوية والنشاط كعادته، واستقبلته أمّه بحبّ وحنان وقُبلة على جبينه.

بدّل خالد ملابسه وتجهّز لتناول طعام الغداء، ولما جلس على المائدة وبدأ بالأكل قال لأمه: شكرًا لكِ يا ماما، فالطعام لذيذ جدًا.

ابتسمت الأم وأكمل خالد طعامه، وبعد أن انتهى استأذن أمه للعب مع أصدقائه في حديقة المنزل.

قالت الأم بعد لحظات من الصمت: فلتُنهي واجباتك المدرسية أولًا، ردّ خالد: وبعدها أستطيع اللعب؟ أجابت: نعم.

فرح خالد فرحة كبيرة، فأخيرًا وافقت أمه على أن يلعب في الحديقة، فلم تكن تسمح له بالخروج إلى الحديقة كثيرًا؛ خوفًا عليه وخوفًا على أزهار حديقتها التي اعتنت بها طويلًا.

خرج خالد مع أصدقائه وبدؤوا بلعب كرة القدم وقضوا وقتًا ممتعًا، لكن فجأة ركل خالد الكرة بقوة باتجاه أزهار أمه من غير قصد، فتكسرت الأزهار ولم تعد جميلة كما كانت.

حزن خالد وبدأ بالبكاء وقال في نفسه: ماذا أفعل الآن؟ بالتأكيد أمي ستغضب مني، فلن أخبرها بالحقيقة.

عاد خالد إلى المنزل والدموع في عينيه، فأسرعت إليه أمه خائفة وقالت: ما بك يا عزيزي، هل حدث لك مكروه؟

هزّ خالد رأسه نافيًا، فقالت: إذن ما الذي حدث؟ صمت خالد قليلًا، لكنه قرر ألا يكذب وأن يقول الصدق مهما حدث فأجاب: لقد أتلفت أزهار الحديقة من دون قصد، أنا آسف.

قالت الأم: حسنًا يا بني، سأسامحك لأنّك كنت صادقًا ولم تكذب، لكن لا تكرر هذا التصرف مرة أخرى، ثم حضنته بحنان.

مسح خالد دموعه وقال بفرح: حاضر يا ماما.



ولقراءة المزيد من القصص التربوية والتعليمية: قصة قوة التعاون، قصة الأمانة غالية.