في إحدى القرى الجميلة بين الجبال يعيش العم أحمد مع زوجته وولَديه حَسَن وخالد حياة بسيطة وسعيدة.


يعمل العم أحمد في تحطيم الصخور الكبيرة، فهو قويّ الجسد والعضلات، كما كان معروفًا بأنه رجل طيّب وحكيم، ودائمًا ما يحرص على أن يعلّم أولاده كل ما هو مُفيد.


وفي يوم من الأيام المشمسة طلب العم أحمد من أبنائه حسن وخالد أن يجهّزا نفسهما للعمل معه ومساعدته في هذا اليوم، وحمل العم أحمد أدواته وسَارَ معهما إلى إحدى الأراضي البعيدة المليئة بالصخور الضخمة.


بدأ الجميع بالعمل؛ العم أحمد بمطرقته الكبيرة يكسّر الصخور إلى قطع صغيرة وخالد وحسن يجمعانها وينقلانها إلى العربة، وفي أثناء ذلك خطرت على بال العم أحمد فكرة ليختبر بها أبناءه.


نادى العم أحمد على حسن وخالد وقال لهما: انظرا إلى هذه الصخرة التي أمامي كم هي كبيرة، أريد مساعدتكما في تحطيمها، فما رأيكما؟


فقالا معًا بصوت واحد: سمعًا وطاعةً يا أبي العزيز، ثم أمسك حسن بالمطرقة أولًا وبدأ يطرق ويطرق على الصخرة بكلّ قوّته لعلّها تتحطّم.


لم تتحطّم الصخرة أمام حسن بالرغم من محاولاته الكثيرة، حتى شعر بالتعب الشديد ولم يستطع الاستمرار، فأعطى المطرقة لخالد حتى يُحطم الصخرة، والعم أحمد يتفرج عليهما بصمت.


أمسك خالد بالمطرقة وضرب الصخرة بكلّ قوته ضربة واحدة فتحطّمت على الفور، فصرخ فرحًا: لقد فعلتها لقد فعلتها، ثم قال: أنا أقوى منك يا حسن، ضربة واحدة مني كانت كافية، فشعر حسن بالحزن لأنه كان ضعيفًا.


هنا تحدّث العم أحمد وقال: لا يا خالد، أنتما الاثنان كسرتما تلك الصخرة، فلولا ضربات حسن الكثيرة لما استطعتَ يا خالد تحطيمها؛ فبجهدكما معًا أُنجزت المهمّة الصعبة.


فَهِم خالد وحسن الدرس الذي أراد العم أحمد أن يعلّمه لهما، وأمسكا بيد بعضهما بعضًا وقالا بنَفَس واحد: نحن أقوياء معًا.


وعادوا جميعًا إلى المنزل فرحين بما جرى معهم في هذا اليوم.



معاني المفردات:

*تحطيم: تكسير.

*يطرق: يدق.


العبرة من القصة: إن في التعاون قوة وفي التفرّق ضعف.