مرّ رجل حسن المظهر واللباس على امرأة تجلس أمام جِرار صغيرة، فسألها: ماذا تبيعين؟
فقالت المرأة: أبيع السّمن يا سيدي.
فقال لها: زني لي مقدارًا بسيطًا من السمن، فإذا أعجبني عدْتُ لأشتري المزيد في الغدّ.
وعندما أرادت المرأة أن تَزِن السّمن سقطت الجرّة من يدها وتلطّخ ثوب الرجل بالسمن.
فغضب الرّجل غضبًا شديدًا، فاعتذرت المرأة منه، لكنه لم يقبل اعتذارها وقال: لن أغادر قبل أن تدفعي ثمن الثّوب.
كررت المرأة اعتذارها وهي تطلب منه ألا يفْضحها بين أهل السوق، إلا أن الرّجل أصرّ على موقفه.
سمع بائع الدكّان المجاور ما جرى بين الرجل والمرأة، وأشفق على المرأة المسكينة، فهو يعلم أنها أم لأطفال أيتام ولا تملك أن تدفع ثمن ثوب الرجل،
فتدخّل التاجر وسأل الرّجل عن ثمن ثوبه وأعطاه نقوده.
وعندما أراد الرّجل الذّهاب نادى عليه التّاجر قائلًا: ألم تأخذ ثمن الثوب؟
فقال الرجل: بَلى.
فقال التّاجر: إذن أعطنا الثوب الذي دفعنا ثمنه.
فوقف الرجل مستغربًا وقال: وكيف أعطيك إيّاه وأنا أرتديه؟
فقال التّاجر: لا شأن لي بذلك، دبّر أمرك وأعطني الثوب.
صاح الرجل: وتريد أن أمشي عاريًا في السوق، والله إنها لفضيحة، أترضاها لي؟
فرد التّاجر: كنت تريد أن تفضَح المرأة المسكينة، فكيف ترْضاها لغيرك ولا ترْضاها لنفسك.
فخجل الرّجل من نفسه وأعاد المال للتّاجر، وسامح المرأة.
المفردات والمعاني:
*جِرار: جمع كلمة جرّة.
*تلطّخ الثوب: توسّخ.
*بَلى: نعم.
العبرة: علينا أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، وألا نتكبّر على أحد ونقلل من احترامه.