يُحكى أنّ هناك فتاتان جميلتان صديقتان في المدرسة لا تفترقان وتحب كل منهما الأخرى، واسمهما سلمى وسعاد.


وفي يوم من الأيام جاءت سلمى إلى المدرسة وفي يدها ساعة ذهبية وثمينة، وقالت لصديقتها سعاد: انظري يا سعاد إلى هذه الساعة كم هي جميلة.


ردّت سعاد وعلامات الغيرة تبدو على وجهها: إنها جميلة جدًا، تهانينا يا سلمى، من أحضرها لكِ؟ فأجابتها: هذه هدية من أبي لأنني حصلتُ على علامات كاملة في الامتحانات.


لم تردّ سعاد، ومضى اليوم الدراسي حتى نهايته ثمّ عادت كلّ منهما إلى بيتها، لكنّ سعاد كانت غاضبة وحزينة، فكانت تقول في نفسها: لماذا تملك سلمى ساعة أجمل من ساعتي؟


في اليوم التالي التقت سلمى وسعاد في المدرسة ولعبتا وركضتا معًا في الساحة، وبعد أن جلستا للاستراحة قليلًا نظرت سلمى إلى يدها ولم تجد الساعة، فصارت تصرخ وتبكي، ثم طلبت من سعاد أن تساعدها في البحث عنها.


بدأت كلّ منهما تبحث في مكان مختلف من ساحة المدرسة، وبعد مدة من الوقت وجدتها سعاد، لكنها لم تُعطها لسلمى وخبأتها في جيبها دون أن ينتبه لها أحد، ثم التقت الفتاتان مجددًا وأخبرت سعاد سلمى أنها لم تجد شيئًا وكذلك سلمى.


عادت سلمى إلى الصفّ وهي حزينة وتبكي، فأحسّت سعاد أنها خانت صديقتها ولم تكن أمينة معها، وأدركت أنها ارتكبت خطأ كبيرًا بما فعلته وسبّبت لصديقتها الحزن.


في نهاية اليوم الدراسي التقت سعاد بسلمى وقالت لها: أنا آسفة يا سلمى، لقد وجدتُ ساعتكِ منذ الصباح وخبأتها عنكِ طيلة اليوم، تفضلي ها هي الساعة، وأعدكِ أنني لن أكرر مثل هذا التصرف أبدًا.


لم تصدّق سلمى نفسها، وصارت تبكي من شدّة الفرح، ثمّ شكرت سعاد وعانقتها بقوّة، وفي النهاية قالت سعاد: الأمانة والصدق أغلى من كل الأشياء.



معاني المفردات:

*ثمينة: غالية.

*خانت: لم تُحافظ على الشيء.