يُحكى أنه في قديم الزمان حَكَم البلاد أمير شابّ ووسيم، وكان يعيش في قصر كبير وجميل.

وفي بلدته كان يعيش شابّ فقير مع أسرته في منزل صغير وبسيط.

وكان هذا الشابّ يُشبه الأمير بدرجة كبيرة جدًا، ولم يكن الاختلاف بينهما سوى في اللباس والمظهر الخارجي.

وفي إحدى الليالي بينما كان الشاب الفقير جالسًا يفكّر بحاله وحال أسرته قال له والده: لقد ضاق بنا الحال كثيرًا يا بني، فما رأيك أن تذهب إلى أمير البلاد وتطلب منه المساعدة، فلن يردّك خائبًا.

فكّر الشاب قليلًا وشعر أنّها فكرة غير مُجدية، لكنّه لم يقف أمام رغبة والده وصعوبة الحالة التي وصلوا إليها فقرر الذهاب إليه يوم غد.

في صباح اليوم التالي ذهب الشاب الفقير إلى قصير الأمير، وكما توقع رفض الحراس والجنود مقابلته للأمير.

لكن في هذه الأثناء كان الأمير جالسًا على شرفة القصر، فشاهد الشابّ من بعيد وهو يتحدث مع الجنود، فطلب منهم إدخاله إليه ليرى ما الذي يريده.

تملّكت الدهشة الأمير لما رأى الشابّ الفقير واقفًا أمامه، فقد كان الشبه بينهما كبيرًا وكأنهما شخص واحد.

جلس الشاب الفقير مع الأمير وشرح له حاله وفقره هو وأسرته وطلب منه المساعدة.

بقي الأمير صامتًا بعض الوقت يُفكّر، ثم قال: ما رأيك أن نتبادل الأدوار؛ فتجرّب أنت حياة القصر بضعة أيام، وأجرب أنا مكانك حياة الفقر.

تفاجأ الشاب مما قاله الأمير، لكن لم يكن أمامه إلا الموافقة.

وبالفعل نفّذ الأمير والفقير الخطة، وعرف الأمير المعاناة التي يعانيها الفقراء في بلاده من أمثال ذلك الشاب وأسرته، فشعر بالحزن الشديد.

وبعد أيام عاد الأمير إلى قصره وقرر مساعدة الشابّ، فمنحه منزلًا مناسبًا له ولأسرته ووفّر له عملًا يكسب منه ما يكفيه من المال.

كما قرر الأمير تحسين أوضاع الفقراء كلهم في بلاده ليعيشوا برخاء وسعادة.

ولقراءة المزيد من القصص العالمية والشعبية للأطفال: قصة هايدي، قصة الأميرات السبعة.