يُحكى أنه كانت تحكم إحدى الممالك الجميلة سبع أميرات شقيقات جميلات، وكان سكان المملكة يعيشون براحة وأمان ويحبّون الأميرات كثيرًا.


كانت الأميرات السبعة يعشن في قصير كبير وجميل، وفي يوم من الأيام جاءت عجوز إلى القصر تُريد لقاء الأميرات بحجّة طلب المساعدة منهنّ، فهنّ دائمًا ما يقدّمن المساعدة للجميع.


استطاعت العجوز الدخول إلى القصر ولقاء الأميرات السبعة، لكنها لم تكن إلا ساحرة شريرة استطاعت بسِحرها أن تختطف الأميرات وتُبعدهنّ عن القصر، فوضعت كلّ أميرة في قلعة وحدها، وكل قلعة موجودة على جبل مختلف بعيد عن الآخر، فغابت أخبار الأميرات عن سكان المملكة الذين حزنوا عليهنّ حزنًا شديدًا.


حاول سكان المملكة معرفة أي شيء عن الأميرات السبعة من أجل إنقاذهنّ ولكن دون جدوى، ومرّت الأيام والشهور ولا أثر لهنّ، فقرر سبعة فرسان من فرسان المملكة ألا يستسلموا وأن يتولوا مهمة إيجاد الأميرات السبعة.


اتفق الفرسان السبعة على أن يتوجهوا إلى الجبال البعيدة للبحث عنهن، وبعد طول بحث تمكّنوا من الوصول إلى قلعة توجد فيها إحدى الأميرات، وقد كانت القلعة تبدو مهجورة ومُخيفة وباردة، ولما دخلوا إليها وجدوا الأميرة مستلقية على الأرض وتبدو عليها علامات التعب الشديد، فحملوها وخرجوا من القلعة مسرعين.


استمرّ البحث عن بقية الأميرات، واستطاع الفرسان الوصول إليهنّ في القِلاع الأخرى المهجورة التي تشبه القلعة الأولى، وقد كُنّ بحالة تعب شديد، لكن بقيت أميرة واحدة لم يستطيعوا إيجادها؛ فقد بحثوا في كلّ القلاع على الجبال ولم يكن هناك قلاع مهجورة ومخيفة سوى تلك التي دخلوها.


يئس الجميع من إيجاد الأميرة السابعة وعودتها، فقرروا الرجوع إلى المملكة، وبينما هم يسيرون في الطريق سمعوا صوت عزف على آلة موسيقية يأتي من بعيد.


تتبع الفرسان والأميرات الجهة التي يصدر منها ذلك الصوت الجميل ومشوا حتى وصلوا إلى قلعة كبيرة لم تكن تشبه تلك القلاع؛ فقد كانت مزينة بالورود وبالأضواء الجميلة.


دهش الجميع مما رأى؛ فقد كانت الأميرة السابعة بصحة وعافية تجلس على شرفة القلعة وتعزف عزفًا جميلًا، فصعد الجميع إليها مسرورين وفرحين لحالها، وسألها أحد الفرسان متعجبًا: ما الذي جرى يا سيدتي، كيف لم يُصبك ضرر كالذي أصاب بقية الأميرات؟ فأجابته الأميرة وهي تبتسم: أنا لم أستسلم، كانت هذه القلعة مُخيفة ومظلمة، لكني وجدت فيها مكتبة ضخمة، فبدأت أقرأ الكتب لأملأ وقت فراغي ولم أعد أشعر بالملل، بل على العكس كنت سعيدة، فانعكس ذلك على القلعة من الخارج وأصبح جميلًا، فقال لها الجميع بنَفَس واحد: يا لكِ من أميرة رائعة.



معاني المفردات:

*ممالك: جمع مملكة، وهي البلاد.

*شُرفة: نافذة.



ولقراءة المزيد من الحكايات العالمية والشعبية: قصة الإوزة الذهبية، قصة الشاطر حسن.