يُحكى أنّ صيادًا شابًا اسمه الشاطر حسن كان يعيش في بيت صغير على جزيرة في البحر مع أمّه، وكانت حياته بسيطة وسعيدة.

وفي الجهة المقابلة للجزيرة كانت تعيش أميرة جميلة مع والدها الملك، وكانت تخرج كل يوم إلى الشاطئ وتجلس على صخرة كبيرة تعزف وتغنّي، فتتجمّع حولها الدلافين سعيدة بغنائها وعزفها الجميل.

في يوم من الأيام خرج الشاطر حسن إلى الجهة المقابلة للجزيرة ليصطاد السمك، فسمع غناء الأميرة وصوتها الجميل. 

جلس الشاطر حسن في قاربه يستمع إليها من بعيد دون أن تلاحظه، فأعجب بغنائها وصوتها وظل يذهب إلى هناك كل يوم، وبعد أن تنتهي الأميرة من العزف والغناء وترحل يصطاد الشاطر حسن السمك ثم يعود إلى منزله.

وفي يوم من الأيام مرضت الأميرة كثيرًا ولم تستطع أن تخرج إلى الشاطئ للغناء والعزف، ولما جاء الشاطر حسن إلى المكان المُعتاد ولم يجدها شَعَر بالقلق، وبقي ينتظرها بعض الوقت لكنها لم تأتِ.

ظلّ الشاطر حسن يزور الشاطئ كل يوم وينتظر الأميرة في قاربه لكن دون جدوى.

أحسّ الشاطر حسن بالحزن لأنه لم يعُد يرى الأميرة ويسمع غناءها، وعاد في مرة من المرات إلى بيته دون أن يصطاد شيئًا من شدة حزنه. 

جلس الشاطر حسن يفكر بالأميرة، وقرر أن يذهب إلى قصر الملك ويسأل عنها، وعندما ذهب إلى هناك عَلِمَ من الخدم أن الأميرة مريضة كثيرًا ولم يجدوا لها الدواء بعد.

رجع الشاطر حسن إلى بيته حزينًا وأخبر أمه بالأمر، فأخبرته أنّ هناك عشبة موجودة في قاع البحر يمكن أن تساعد على شفاء الأميرة من مرضها.

ركب الشاطر حسن قاربه الصغير بسرعة وانطلق في البحر للبحث عن هذه العشبة التي يمكن أن تُنقذ حياة الأميرة.

شاهد الشاطر حسن الدلافين التي كانت تتجمع حول الأميرة عندما تغني، وأخبرهم بما جرى لها، وطلب منهم مساعدته في البحث عن العشبة.

وبعد البحث كثيرًا وجدت الدلافين العشبة المطلوبة، ووَجد الشاطر حسن لؤلؤة جميلة وكبيرة. 

فرح الشاطر حسن لأنه استطاع الحصول على العشبة، وقرر أن يعطي اللؤلؤة هديةً للأميرة. 

ذهب الشاطر حسن مُسرعًا إلى القصر وطلب من الخَدَم أن يُخبروا الملك أنّه يريد مقابلته.

قابل الشاطر حسن الملك وعرّفه على نفسه، وأخبره بأمر العشبة التي ستساعد على شفاء الأميرة، وقدّم اللؤلؤة هدية لها، ثم عاد إلى بيته.

بعد أيام طلب الملك من رجاله أن يأتوا بالشاطر حسن إلى القصر، ولما حضر الشاطر حسن وجد الأميرة والملك بانتظاره، لقد شفيت الأميرة تمامًا وكانت في أحسن حال.

شكر الملك والأميرة الشاطر حسن على معروفه وإنقاذ الأميرة، وأعطاه الملك قاربًا كبيرًا وصندوقًا من المجوهرات هديةً له. 

فرح الشاطر حسن كثيرًا وشكر الملك على هداياه، وعادت الأميرة إلى عادتها في العزف والغناء وعاش الجميع بسعادة وهناء.