يُحكى أنّه عاشت فتاة جميلة اسمها سندريلا مع والديها في إحدى المدن.
مرت الأيام وتوفيت والدة سندريلا، فتزوّج الأب من امرأة أخرى لتعتني بسندريلا وتهتمّ بها.
كان لسندريلا أختان من زوجة أبيها، وكانت زوجة أبيها تحرمها من اللعب مع أختيها وتعاملها بقسوة، فكانت تكلفها بإنجاز جميع أعمال المنزل، وتتركها تنام في غرفة بسيطة لم يكن فيها إلا سرير من القشّ ومكتبة فيها بعض الكتب، على عكس ابنتيها اللتين كانت غرفتهما جميلة ودافئة وسريرهما مريحًا، ولا تفعلان شيئًا في المنزل طوال النهار.
وفي يوم من الأيام وصلت دعوة من قصر الأمير يدعو فيها جميع الفتيات وعائلاتهن إلى حفلة في القصر.
استلمت زوجة الأب الدعوة وأسرعت لتخبر ابنتيها، وبدأت تختار لهما أجمل الملابس استعدادًا لهذه الحفلة.
ظنت سندريلا أنها تستطيع الحضور أيضًا، إلا أن زوجة أبيها الشريرة كلّفتها بالمزيد من مهام المنزل ومنعتها من الحضور.
خرجت الأختان مع والدتهما بأحسن الثياب وانطلقت بهنّ العربة إلى قصر الملك، وبقيت سندريلا وحيدة في المنزل.
جلست سندريلا في الحديقة حزينة وهي تتخيل أنّها أنهت جميع أعمالها ولبست فستانًا جميلًا واستطاعت الذهاب إلى الحفل.
فجأةً سمعت سندريلا صوتًا يناديها، فالتفتت ووجدت جنّية تحمل عصا سحرية.
قالت الجنية لسندريلا: أعلم أنك تتحملين الكثير من المسؤوليات في المنزل، وأعلم برغبتك في حضور الحفلة وسأساعدك على ذلك.
فرحت سندريلا كثيرًا، لكنها نظرت بحزن إلى ثوبها القديم وحذائها البسيط، فحرّكت الجنية عصاها السحرية فتحول ثوب سندريلا القديم إلى فستان فخم وأنيق جدًا، وتحوّل حذاؤها البسيط إلى حذاء زجاجي لامع.
نظرت سندريلا إلى الجنية وابتسمت ثمّ قالت: وماذا بشأن العربة، كيف سأذهب إلى الحفل؟ نظرت الجنية حولها في الحقل وأشارت بعصاها إلى حبة قرع كبيرة، فتحوّلت إلى عربة جميلة، ثم أشارت إلى ستة فئران فتحولوا إلى أحصنة قوية، وأشارت إلى الضفدع فصار سائقًا، ثم أشارت إلى أربع سحليات فتحوّلن إلى خدم يرتدون زيّاً أنيقًا ليرافقوا سندريلا إلى قصر الأمير.
وقفت سندريلا مذهولة، وقبل أن تنطق بأي كلمة قالت لها الجنية: هيا اذهبي إلى الحفل، لكن عليك أن تعودي إلى المنزل قبل منتصف الليل، فإذا دقّت الساعة الثانية عشرة ستعود كل هذه الأشياء إلى طبيعتها كما كانت، إلا الحذاء الزجاجي سأتركه هديةً لك.
أسرعت سندريلا وركبت في العربة التي انطلقت إلى قصر الأمير.
لفتت سندريلا أنظار الجميع عند دخولها القصر، فقد بدت أنيقة وجميلة جدًا.
استقبل الأمير سندريلا وأبدى اهتمامه بها، وبعد أن تحدّث معها أُعجب بلطفها وثقافتها وحُسن تصرّفها.
كانت سندريلا سعيدة جدًا في الحفلة لدرجة أنّها لم تنتبه للوقت إلّا عندما دقت الساعة معلنة منتصف الليلة.
خرجت سندريلا مسرعة من القصر، وفقدت فردة من حذائها الزّجاجي عند بوابة القصر.
ركض الأمير خلفها مسرعًا، إلّا أن سندريلا اختفت هي وموكبها ولم يكن لها أي أثر سوى فردة حذائها الزجاجي، فالتقطه وعاد حزينًا إلى القصر.
مضت أيام بعد الحفل والأمير يفكر في صاحبة الحذاء الزّجاجي، ويلوم نفسه لأنه لم يسأل عن اسمها، ولم يتعرّف على عائلتها.
فجأةً خطرت للأمير فكرة، فنادى كبير الحرس، وأمره أن يأخذ فردة الحذاء الزجاجي ويزور جميع بيوت المدينة، معلنًا أن الأمير سيتزوّج بالفتاة التي سيناسب الحذاء الزجاجي قدمها.
انطلق كبير الحرس وأخذ يزور بيوت المدينة بيتاً بيتاً حتى وصل إلى بيت سندريلا، فتسابقت الأختان على تجربة الحذاء لكنه لم يناسب أقدامهما.
وحين طلبت سندريلا تجربة الحذاء نظرت إليها زوجة أبيها نظرة ساخرة ظنًّا منها أنّ الحذاء لن يناسب قدمها، لكن كانت المفاجأة أنّ الحذاء كان مناسبًا لقدم سندريلا.
نظر الجميع بدهشة إلى سندريلا، وارتسمت بسمة كبيرة على وجه كبير الحرس الذي استطاع أخيرًا أن يجد الفتاة التي يبحث عنها الأمير.
عاد كبير الحرس إلى قصر الأمير ومعه سندريلا، ففرح الأمير كثيرًا وأعلن زواجه منها.
أصبحت سندريلا أميرة القصر بعد حياتها القاسية مع أختيها وزوجة أبيها، وكانت طيبة القلب وأحبّها جميع أهل المدينة.