تعيش هايدي وشقيقها بيتر في منزل جميل قُرب أحد الجبال العالية مع جدهما الطيب.


وفي يوم من الأيام جاءت سيدة من قريبات هايدي من المدينة إلى منزل الجدّ وطلبت منه أن تأخذ هايدي معها إلى المدينة، وافق الجد بشرط أن توافق هايدي، ولكن هايدي رفضت الذهاب معها وقالت بحُزن: لكنّي لا أريد أن أبتعد عن جدّي وبيتر.


حاولت السيدة إقناع هايدي وقالت: تستطعين العودة إلى هنا يا عزيزتي وقتما تشائين.


ذهبت هايدي مع السيدة إلى المدينة، وأرسلتها للعيش في قصر السيد زيزرمان وعائلته، فقد خططت تلك السيدة أن تجعل هايدي تعمل عند هذه العائلة وتأخذ منها المال متى شاءت.


وقد كان على هايدي أن ترعى كلير ابنة السيد زيزرمان المُقعدة وتهتم بها وتُسلّيها، ولم تكن هايدي سعيدة بذلك لأنها بعيدة عن شقيقها بيتر وجدها الذي تحبه كثيراً.


مرت الأيام وأصبحت هايدي وكلير صديقتين، ومع ذلك لم تستطع هايدي الاعتياد على حياة الأثرياء والعيش في هذا القصر الكبير.


ومن شدّة حزن هايدي وشوقها إلى جدّها وبيتر أصابتها الحمّى ولم تستطع النهوض من فراشها، فحاولت كلير تقديم المساعدة لها فسألتها: بماذا يُمكنني مساعدتك يا هايدي؟


أجابت هايدي بصوت ضعيف: أريد العودة إلى جدّي وبيتر أرجوكِ.


فكّرت قليلاً وقررت أن تُرسل رسالة إلى جدّ هايدي وبيتر ليأتيا إلى المدينة ويأخذا هايدي وتعود معهما إلى منزلهما في الجبل لتتحسن صحتها.


وبالفعل عادت هايدي إلى منزل جدها الجميل وتحسّنت صحتها بفضل مساعدة كلير.


 وبعد أيام جاءت كلير مع والدها لزيارة هايدي في منزل جدّها، ففرحت بها هايدي كثيراً، واتفقت الصديقتان على أن تزورا بعضهما دائماً.