لما دخلت أليس إلى الحديقة رأت حيوانات تتكلم وترتدي ملابس وقبّعات أنيقة، وبعضها كان يشرب الشاي، حتّى إنّ إبريق الشاي كان يغنّي والزّهور أيضًا.
مشت أليس في هذا المكان العجيب مندهشة ممّا ترى، وبقيت تمشي حتّى وصلت إلى بيت أرجواني اللّون.
تساءلت أليس في نفسها: تُرى من يسكن هنا؟
اتجهت أليس نحو الباب لتدخل، وفجأةً خرج من البيت الأرنب الذي كانت تلاحقه من قبل.
نظر الأرنب إلى ساعته وقال: هاه لقد تأخرت.
وعندما رأى أليس ظنّ أنها مُساعدته فهي تشببها كثيرًا، فطلب منها أن تُحْضر له قفّازه من الغرفة وتلحقه.
دخلت أليس إلى الغرفة فوجدت فيها كعكًا لذيذًا، فأكلت قطعة منه، وفجأةً بدأ حجمها يكبر ويكبر حتّى أصبحت عملاقة.
كانت أليس ذكية وفهمت اللغز في هذا المكان العجيب، فلا بد أن تتناول شيئًا غير الكعك حتّى تعود إلى حجمها السّابق.
مدّت أليس يدها التي أصبحت طويلةً خارج النافذة، وتناولت جزرة وأكلت قضمةً منها، فعادت إلى حجمها الصغير، ثم أخذت القفازين وخرجت مسرعة لتلحق بالأرنب، لكنّه اختفى مرة أخرى.
بقيت أليس تمشي مدة طويلة حتّى وصلت إلى قصر مكتوب على بابه: قصر ملكة بلاد العجائب.
دخلت أليس إلى القصر، وكان الخدم في الساحة يُشبهون شكل أوراق لعبة الشدة.
ورأت بعضهم يلون الأزهار البيضاء في الحديقة باللون الأحمر، فسألت أليس: لماذا تفعلون ذلك؟
فأخبروها أن الملكة طلبت زراعة الورد باللون الأحمر لكن أحدهم أخطأ في نوع البذور فنبتت ورود بيضاء اللون، وإذا علمت الملكة بالأمر فستعاقبهم جميعًا، فأخذت أليس فرشاة الألوان لتساعدهم.
وبينما هم يلوّنون الزهور سمعوا صوت موْكب الملكة مُتجهًا نحوهم، فأخفى الجميع أدوات التلوين بسرعة واستعدّوا لاستقبال الملكة.
عندما وصلت الملكة لاحظت وجود آثار للون الأحمر على الخَدم فسألتهم عن السبب، فأخبروها بما حدث.
غضبت الملكة لأنهم يخدعونها وأمرت بمعاقبتهم جميعًا، فخافت أليس من عقاب الملكة وخرجت تركض بسرعة.
سمعت أليس صوتًا يناديها من بعيد: أليس استيقظي، هيا يا أليس يجب أن نعود إلى المنزل.
فتحت أليس عينيها ووجدت أختها بجانبها تحاول إيقاظها، لقد كانت أليس نائمة وبلاد العجائب كانت حلمًا من أحلامها.
نهضت أليس من فوق العشب وذهبت إلى البيت وهي تُحدّث أختها عن حلمها العجيب.
المفردات والمعاني:
*أرجواني: درجة من درجات اللون البنفسجي.
*موْكب: مجموعة، ويُستخدم اللفظ لبيان الفخامة والعظمة.
ولقراءة المزيد من القصص العالمية والشعبية: قصة حورية البحر، قصة الأميرة والفقير.