يُروى أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – وزّع على كل رجل من المسلمين قطعة قماش تكفي لخياطة ثوب واحد، ثم أخذ نصيبه ونصيب ولده عبد الله وخاط ثوبه ولبسه.


وفي يوم من الأيام وقف عمر بن الخطاب يخطب في الناس، وقال: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا، وقبل أن يُكمل كلامه قام إليه رجل من المسلمين، وقال: لا سمعاً ولا طاعةً!


لم يغضب عمر رضي الله عنه، بل قال له بهدوء: ولِمَ ذلك؟


قال الرجل: لأنك فضّلت نفسك علينا.


قال عمر: وبأيّ شيء فضّلتُ نفسي عليكم؟


قال الرجل: لقد أعطيتَ كلاً منا قطعة من القماش تكفي ثوباً واحداً، وأنت رجل طويل وهذه القطعة لا تكفيك، فلا بد أنّك أخذت أكثر مما أعطيتنا.


فوقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يبحث عن ابنه عبد الله، وقال: أين عبد الله بن عمر؟


فقال عبد الله: أنا هنا يا أمير المؤمنين. 


قال عمر: أجبه عن كلامه يا عبد الله.


قال عبدالله: لقد أعطيته من قماشتي ما يُكمل به خياطة ثوبه.


فقال الرجل: أما الآن فالسمع والطاعة.