قبل أكثر من ألفي عام وفي مكة المكرمة تحديداً ولدت آمنة بنت وهب طفلاً مباركاً أسماه جدّه عبد المطلب محمداً، وقد تُوفي والده عبدالله قبل أن يراه، وقد كان من عادة العرب في ذلك الوقت أن يرسلوا أبناءهم إلى الصحراء لترضعهم إحدى النساء هناك، وليتعلموا القوة والفصاحة، ولذلك أرسلت آمنة ابنها محمداً إلى المرضعة حليمة السعدية، التي فرحت بمجيئه إلى بيتها؛ ورزقها الله رزقاً كثيراً منذ مجيئه.

حين صار محمد في السادسة من عمره توفيت أمّه آمنة، فعاش محمد يتيم الأب والأم، لكن جده عبد المطلب كان يحبه كثيرًا فاعتنى به حتى توفي، فرعاه عمه أبو طالب بعد ذلك، وكان أبو طالب يربي محمد مع أبنائه ويرعاه كما يرعاهم، حتى صار محمد شاباً معروفاً بين قومه بأخلاقه الحسنة، فكانوا يلقبونه بالصادق الأمين.

كان قوم محمد يعبدون الأصنام، وكانت كل القبائل تضع أصنامها في الكعبة لتطوف حولها وتدعوها، لكن لم يكن محمد مقتنعاً أنّ الأصنام تستحق العبادة أو أنّها يمكن أن تحميه أو تؤذيه، فظل يفكر في خالقه الحقيقي.

كبر محمد وعمل في رعي الأغنام في بداية حياته، وكانت خديجة بنت خويلد تاجرة وصاحبة أموال كثيرة، واختارت النبي محمداً ليكون مسؤولاً عن أموالها وتجارتها لصدقه وأمانته، وبعد مدة من العمل في تجارتها تزوّجها محمد.

اعتاد محمد أن يذهب إلى مغارة في جبل مرتفع في مكة يجلس فيها ليتأمل الكون ويتفكر في الخالق، وفي يوم من الأيام بينما كان في تلك المغارة جاءه المَلَكُ جبريل ليخبره أنّ الله اختاره ليكون نبياً.

بدأ سيدنا محمد يدعو الناس في مكة لعبادة الله تعالى، وقد بدأ بدعوة أهله وأصحابه المقرّبين، ثم بدأ يدعو الناس بالسر ويجتمع مع المؤمنين في أحد البيوت ليعرفوا أكثر عن الله، ولما ازداد عدد المؤمنين في مكة أمر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن دعوته أمام جميع أهل مكة.

بدأ الكفار في مكة يحاولون إقناع سيدنا محمد بترك دعوته مقابل المال، لكنه لم يتراجع أبداً، حتى بدؤوا بإيذاء المؤمنين وتعذيبهم، فأمر الله النبي والمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة.

في المدينة بدأت دعوة سيدنا محمد تتوسع، وتحمّل سيدنا محمد وأصحابه كل الأذى والصعوبات والحروب حتى أصبح المسلمون أقوياء، وكثر عددهم وأصبح جيشهم أقوى، فتمكنوا من الانتصار على الكفار في مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

واستمر سيدنا محمد بدعوة الناس لعبادة الله حتى آخر حياته، وأكمل أصحابه بعده هذا الطريق.



المفردات والمعاني:

* الفصاحة: قول الكلام الصحيح والواضح الخالي من الأخطاء.

* الأصنام: هي تماثيل كان يصنعها العرب قبل الإسلام لعبادتها.

* القبائل: مفردها قبيلة، وهي مجموعة من الناس يعيشون معاً وينتمون إلى أصل واحد.

* أفواج: أعداد كبيرة من الناس