كانت تعيش في بيت صغير في أطراف المدينة عجوز عمياء فقيرة، ليس لها من يُساعدها ويرعاها.
فعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحالها وقرر مساعدتها، فكان يذهب كل مساء إلى بيتها يرتّبه لها ويحضّر لها الطعام والماء أمامها ثم يذهب، وقد استمر على ذلك فترة من الزمن.
وفي يوم من الأيام جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بيت المرأة العجوز كعادته، ولما دخل إلى البيت وجد كل شيء مرتباً، فعلم أن غيره سبقه إلى مساعدتها، فسألها من الذي جاءها لكنها لم تعرفه.
وفي كل مرة يأتي بها عمر إلى المرأة يجد من سبقه إلى خدمتها.
وفي إحدى الليالي قرر عمر رضي الله عنه أن يختبئ في مكان قريب من بيت العجوز ليعرف من هذا الذي يسبقه، وظل واقفاً مكانه مدة، وفجأة رأى رجلاً ملثماً يقترب من البيت، فطرق الباب ثم دخل.
بقي عمر رضي الله عنه في مكانه يفكر بهذا الرجل الذي يسبقه إلى عمل الخير.
فلما خرج الرجل من بيت المرأة أمسكه عمر بن الخطاب من يده وقال: أرجوك قل لي من أنت واكشف عن وجهك.
فلما كشف الرجل عن وجهه فإذا به خليفة المسلمين أبو بكر رضي الله عنه، فقال عمر متبسماً: ما سبقناك إلى عمل الخير إلا وسبقتنا إليه يا أبا بكر.
المعاني والمفردات:
*ملثّماً: مغطياً وجهه.
العبرة: يسعى المؤمنون دائماً إلى عمل الخير ويتنافسون في ذلك للحصول على الأجر والثواب من الله تعالى.