أراد أحد المعلمين الصالحين أن يختبر فِطْنة طلابه ويعلّمهم درسًا في معنى اسم الله الرّقيب.

 فجمع طلابه الأربعة وأعطى كلّ واحد منهم تفاحة، وطلب منهم أن يأكلوها في مكان لا يراهم فيه أحد أبدًا، وحدد موعدًا للقائهم في اليوم التالي عند أذان المغرب في المسجد.

وعندما حان وقت صلاة المغرب حضر الفتيان وأدّوا صلاة الجماعة، ثمّ تجمّعوا حول معلمهم.

سأل المعلم: ها أخبروني هل أكلتم التفاحة؟

أجاب ثلاثة منهم بصوت واحد معًا: نعم.

لكن الفتى الرابع كان يحمل تفاحته بيده ولم يُجب على السؤال.

نظر المعلم إلى الفتيان الثلاثة وسألهم: وأين أكلتم التفاحة؟

ردّ الفتى الأول قائلًا: لقد انتظرت خروج إخوتي من الغرفة ليلًا لتناول العشاء، وأغلقت الباب بالمفتاح ونزلت تحت السرير وأكلتها دون أن يراني أحد.

وردّ الفتى الثاني قائلًا: لقد تسلقت شجرة السرو العملاقة في حديقة البيت بعد أن كان الجميع مشغولًا وأكلتها دون أن يراني أحد.

وقال الثالث: لقد أكلتها وأنا أختبئ في خزانة الملابس، لقد كانت مُظْلمة ولم يرني أو يشعر بي أحد.

نظر الجميع إلى الفتى الرابع والتفاحة في يده، فسأله المعلم: لماذا لم تأكل التفاحة؟

أجاب الفتى قائلًا: لقد ذهبت إلى أماكن كثيرة، وكنت كلما بَقيت وحيدًا مع نفسي أو أغلقت الباب أو أطفأت النور أحسّ أن الله يراني حتى لو اختبأت.

فقال المعلم: أحسنت يا بني، هذا ما أردت أن أعلّمكم إياه، الله تعالى رقيب على أفعالنا وأقوالنا ومُطّلع عليها في كل مكان وزمان.


المفردات والمعاني:

*الرّقيب: الذي يرى ويعرف كل شيء.

*فِطْنة: ذكاء.



العبرة: إنّ الله تعالى لا يخفى عليه شيء، ويراقبنا ويعلم ما نقوله وما نفعله في كل وقت وكل مكان.