عاشت امرأة مع ابنتها في منزل بسيط في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


كان عمر رضي الله عنه خليفةً صالحًا وتقيًّا يتفقّد الناس ويسأل عن أحوالهم قبل أن يعود إلى منزله كل يوم.


كانت هذه المرأة تملك بقرةً وتحلبها يومًا بعد يوم، ثم تنزل إلى السوق لتبيع الحليب وتحصل على بعض النقود التي تكفيها لشراء الطعام.


في يوم من الأيام خرج عمر رضي الله عنه لتفقّد أحوال الناس، وعندما وصل إلى بيت المرأة سمعها وهي تطلب من ابنتها أن تخلط الحليب بالماء لتزيد من كمية الحليب وتحصل على نقود إضافية عند بيعه.


نظرت الابنة إلى أمها وقالت: يا أمي، لقد حذّر الخليفة عمر النّاس من الغشّ، وإذا خلطنا الحليب بالماء سنكون قد غششنا الناس.


قالت الأم: افعلي ما طلبته منك، ولن يشعر أحد بذلك، كما أنّ عمر لا يرانا.


نظرت الفتاة إلى أمها متعجبة وقالت: إن كان عمر لا يرانا فإنّ الله يرانا.


أُعجب عمر رضي الله عنه بأمانة الفتاة رغم صغر سنّها، ووضع علامة عند الباب.


في اليوم التالي أرسل عمر رضي الله عنه أحد الخدم إلى بيت المرأة وابنتها ليعرف أحوالهما وإذا ما كانت الفتاة متزوجة أم لا.


عاد الخادم إلى عمر بن الخطاب وأخبره أنّ الفتاة غير متزّوجة.


فأرسل عمر -رضي الله عنه- إلى الفتاة وزوّجها من ابنه عاصم، وبذلك كافأ الله تعالى الفتاة على أمانتها بأن زوّجها من ابن الخليفة