في يوم من الأيام كان هناك فأر يتمشى بين الأشجار الكبيرة في إحدى الغابات، ولم يكن هذا الفأر محبوبًا بين الحيوانات لكثرة الصفات السيئة التي يحملها ويتصف بها.


كان هذا الفأر كسولًا ويحب أن يأكل كثيرًا، وغير مستعدّ لأن يعمل ويجمع طعامه بمجهوده، فكان كلّما رأى أحدًا من الحيوانات الصغيرة يحمل طعامه هاجمه وأخذ منه ما يحمله معه.


وفي إحدى المرات اجتمعت الحيوانات الصغيرة وقررت أن تمرّ من الطريق البعيدة عن الطريق التي يكون فيها الفأر موجودًا عادة حتى لا يأخذ منها طعامها.


وبالفعل لم تعد الحيوانات تمرّ من عند الفأر، ومرت عدة أيام لم يأكل فيها شيئًا، فغضب غضبًا شديدًا وبدأ بالبحث عن الطعام في كل مكان لكن دون جدوى.


فجأة وقعت على أنف الفأر حبة قمح كبيرة، فشاهد بالقرب منه رجلًا يمشي وبيده سلة كبيرة يبدو أنها مملوءة بالقمح، وهنا لمعت عيناه فرحًا وقرر أن يأخذ طعامه منها.


جرى الفأر خلف الرجل، ولما اقترب منه، بحركة سريعة صنع في السلة فتحة صغيرة دخل منها وبدأ بأكل القمح بسعادة كبيرة.


بقي الفأر يأكل من القمح حتى شعر بامتلاء بطنه ولم يستطع أن يتحرك من مكانه، فراح في نوم عميق.


بعد مدة من الوقت ترك الرجل سلته عند إحدى الأشجار ثم ذهب، وفي هذه الأثناء استيقظ الفأر وأراد الخروج من الفتحة التي صنعها لكنه لم يستطع؛ فقد كانت بطنه مملوءة لكثرة تناوله القمح.


حاول الفأر أن يخرج أكثر من مرة لكن بلا فائدة، فأخذ يبكي بصوت عالٍ لعلّ أحدًا يسمعه ويُنقذه، وفي هذه الأثناء مرّ بجواره أرنب وسأله عن حاله، فردّ الفأر: لقد دخلت إلى هنا لآكل من القمح، والآن لم أستطع الخروج، ساعدني أرجوك.


ضحك الأرنب وقال: هذا لأنك أكلت كثيرًا، عليك الانتظار حتى تنكمش بطنك، ثم ذهب وتركه وحده.


لم يجد الفأر شيئًا يفعله سوى النوم، فنام واستيقظ في صباح اليوم التالي ووجده بطنه منكمشة بالفعل، لكنه عندما رأى القمح حوله لم يستطع أن يمنع نفسه من تناوله مرة أخرى.


أكل الفأر من القمح كثيرًا وامتلأت بطنه مرة أخرى ولم يستطع الخروج من السلة أيضًا، فقرر أن ينتظر حتى تنكمش بطنه.


في هذه الأثناء مرت بجواره قطة كبيرة، ولما رأت الفأر هاجمته لتأكله، وهو لم يستطع الحركة والهرب من كثرة الطعام، وكان هذا جزاءً للفأر على طَمَعِه.



ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة شجاعة الحصان الطائر، قصة العنزات الثلاث والوحش.