في أحد الأيام وبينما كانت الحيوانات تنطلق صباحًا للعمل بجدّ ونشاط كان الثعلب يتمشّى بكسل ويبحث عن شيء يأكله.
وكان كلّ من رأى الثعلب من الحيوانات يبتعد عنه ويرفض الحديث معه، فلم يكن يحبه أحد منهم لأنّه يخدعهم باستمرار ويسبب لهم الأذى والمتاعب.
وفي الطريق رأى الثعلب من بعيد الأرنب الصغير يحمل بين يديه حبة جزر كبيرة متجهًا نحو منزله.
مشى الثعلب حتى وصل إلى الأرنب فنادى عليه: كيف حالك أيها الصغير؟ إلى أين أنت ذاهب؟
التفت الأرنب الصغير ناحية الصوت، ولما رأى الثعلب واقفًا خلفه شعر بالخوف الشديد وحاول الهرب، فقال الثعلب بسرعة: لا تخف يا أرنب، أريد أن ألعب معك، ما رأيك؟
تردد الأرنب قليلًا ثم قال: لكنّ أمي لا ترضَ بذلك، وطلبت مني ألا أقترب منك، وقالت إنّ الثعلب مكّار ولا يتركُ أحدًا من شرّه.
ضحك الثعلب ضحكة شريرة ثم قال: سأُثبت لك أني لستُ شريرًا، وسنذهب معًا ناحية منزلك ونلعب هناك، هل أنت موافق؟
بعد لحظات أعلن الأرنب الصغير موافقته، وذهب مع الثعلب إلى البيت ووضع حبة الجزر هناك، ثم خرج للعب مع الثعلب، ولم تكن أمّه قد عادت من عملها بعد.
بدأ الأرنب الصغير يركض ويلعب بين الأشجار والنباتات الخضراء بسعادة ومرح، ولم ينتبه أنّه صار بعيدًا عن منزله، وكان الثعلب يتظاهر أنّه يلعب معه.
فجأةً بدت علامات الغضب على الثعلب، وبدأ يقترب من الأرنب الصغير من خلفه بهدوء ينوي الهجوم عليه ليأكله.
وفي اللحظة الأخيرة انتبه الأرنب الصغير إلى الثعلب وأدرك أنّه أخطأ لمّا سمع كلامه وأنه يريد أن يأكله، وصار يركض بسرعة عائدًا إلى المنزل.
حاول الثعلب المكّار أن يلحق بالأرنب الصغير لكنّه شعر بتعب شديد وسقط على الأرض، وصار يصيح بأعلى صوت، والأرنب الصغير ما زال يركض مُسرعًا.
وصل الأرنب الصغير إلى منزله ووجد أمّه قد عادت، ولما رأت حالته صاحت: ما بك يا صغيري، ما الذي جرى؟
أسرع الأرنب الصغير وحضنها وهو يبكي ثم قال: أنا آسف يا ماما لأنني لم أسمع كلامكِ، أراد الثعلب المكّار أكلي، أعدكِ أنني سأسمع كلامكِ دائمًا.
معاني المفردات:
*التفت: لفّ وجهه، ونظر إليه.
*المكّار: الذي يخدع الآخرين.
ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الدجاجة الحمراء، قصة البطة المغرورة.