عاشت في إحدى المزارع الجميلة مجموعة من الحيوانات معًا بحبّ وسلام، وكانت الدجاجة الحمراء صديقة لهم جميعًا.
في يوم من الأيام اكتشفت الدجاجة الحمراء أنّ الطعام قد قارب على الانتهاء من المزرعة، ولا يكفي للشهور القليلة القادمة.
شعرت الدجاجة بالحيرة فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا، إذ يبدو أنّ أحد الحيوانات قد تكاسل في الأيام الماضية ولم يعمل كما ينبغي.
قررت الدجاجة الحمراء أن تجتمع مع بقية الحيوانات لحلّ هذه المشكلة، حتى يعمل الجميع في آن واحد لجمع الطعام وتخزينه.
ذهبت الدجاجة إلى البقرة وقالت: هيا بنا لنذهب معًا ونعمل حتى نجمع الطعام، ردّت البقرة: أنا متعبة اليوم ولا أستطيع الخروج، فالجوّ حارّ جدًا.
لم تستسلم الدجاجة وذهبت بعد ذلك عند الكلب والحصان وغيرهما، لكنّ الإجابة كانت نفسها عند جميع الحيوانات.
غضبت الدجاجة الحمراء من أصدقائها الحيوانات، وقررت أن تخرج وحدها بحثًا عن الطعام.
عندما خرجت الدجاجة الحمراء على بُعد خطوات من باب المزرعة وجدت أمامها على الأرض مجموعة من حبات القمح.
فرحت الدجاجة الحمراء بما رأته، وبعد لحظات قالت لنفسها: سآخذ حبات القمح وأزرعها، وأعتني بها حتى حصادها لأحصل على الخبز منها في نهاية المطاف.
حملت الدجاجة حبات القمح وذهبت إلى التربة، وبدأت بزراعتها بهمة ونشاط.
بعد مرور الوقت نمت حبات القمح حتى أصبحت سنابل طويلة وجميلة، وبذلك حان وقت حصادها.
شعرت الدجاجة الحمراء بالسعادة الكبيرة عندما رأت سنابل القمح الذهبية، ومرة أخرى طلبت من بقية الحيوانات أن يساعدوها في حصادها، إلا أنّهم رفضوا.
أكملت الدجاجة الحمراء العمل وحدها بعد أن رفض الجميع مساعدتها، وذهبت بالقمح إلى الطحان ليطحنها، ثم ذهبت إلى الخباز ليعمل لها من الطحين خبزًا لذيذًا.
أخذت الدجاجة الخبز اللذيذ وعادت به إلى المزرعة، ولما رآتها بقية الحيوانات أسرعت بالركض نحوها لأخذ حصّتهم من الخبز.
لكنّ الدجاجة الحمراء لم ترضَ أن تُعطي أحدًا منهم شيئًا، وقالت بحزم: عذرًا يا أأصدقاء، لقد رفضتم مساعدتي من البداية، وأنا عملت بهذا الخبز وحدي، لذلك سآكله وحدي.
هنا عادت الحيوانات إلى مكانها وهي تلوم نفسها على رفضها مساعدة الدجاجة الحمراء.
معاني المفردات:
*السنبلة: جزء في النّبات يتكوّن فيه حَبّ القمح.
*حصاد القمح: هو عملية جمع حبوب القمح من السنابل.
ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة النملة والجندب، قصة البطة المغرورة.