قُرب إحدى البحيرات الكبيرة والجميلة كانت تعيش مجموعة من البطّ لونه أسود، وهو بطّ جميل ويُحبّ بعضه بعضًا، وبقية الحيوانات أيضًا تحبّه.

وفي كلّ صباح بعد شروق الشمس كان البطّ يسبح في البحيرة ويلعب سويًا، ويقضي وقتًا ممتعًا في السباحة واللعب.

وفي صباح أحد الأيام بينما البط الأسود يلعب ويمرح جاءت إلى البحيرة بطّة جميلة ولونها أبيض، ووقفت على حافة البحيرة ونظرت إلى الماء وقالت: أنا أجمل بطة وأهمّ بطة هنا، فلوني أبيض جميل.

قال البط الأسود للبطة البيضاء: مرحبًا بكِ بيننا، تعالي والعبي معنا، ردّت البطة بتكبّر وغرور وقالت: أنا لا ألعب مع بطّ أسود مثلكم، فأنا أجمل منكم بكثير، ثمّ ذهبت بعيدًا عنهم.

قرر البط الأسود ألا يلعب مع البطة البيضاء المغرورة أبدًا بسبب سوء أدبها وتكبّرها عليهم، حتى أنّ جميع الحيوانات ترفض اللعب معها، فبقيت وحيدة لا أحد يلعب معها.

وفي يوم من الأيام جاءت دجاجة سوداء عند البط وقالت: مرحبًا يا رفاق، كيف حالكم؟ ما رأيكم أن نخرج ونلعب سويًا بين الأشجار، فكما تعلمون أنا لا أستطيع النزول إلى الماء؟

ردّ البط: أهلًا بصديقتنا الدجاجة، سنخرج ونلعب معًا، وفي هذه الأثناء مرت من جانبهم البطة البيضاء المغرورة وانزعجت من لعبهم معًا، ووقفت تفكر بطريقة تجعل الجميع يلعب معها لأنها أجمل بطة وأهم بطة.

خطرت للبطة البيضاء المغرورة فكرة، فذهبت إلى مكان مليء بالطين وصارت تتدحرج عليه حتى صار ريشها بلون الطين، وصار شكلها مُرعبًا ومُخيفًا، لكنها لم تكن تعلم ذلك وظنّت أنّ الجميع الآن سيوافق على اللعب معها.

مشت البطة بلونها الجديد والمُخيف، وهي في الطريق قابلت البط الأسود والدجاجة وقالت لهم: هل يمكنني اللعب معكم الآن؟

خاف البط الأسود من شكل البطة المخيف فهربوا مُبتعدين عنها ظانين أنّها وحش.

حزنت البطة المغرورة كثيرًا، فقررت الذهاب إلى البحيرة وقفزت في المياه مرات عدة حتى عاد إليها لونها السابق كما كان.

عرفت البطة المغرورة أنّ تصرفها السيئ مع البط هو ما جعلها مكروهة من الجميع، فذهبت إليه وقالت: أنا آسفة على تصرفي معكم، لقد كنت متكبرة ومغرورة، لكني أعدكم أنني لن أكرر خطأي مرة أخرى، وستصير أخلاقي حسنة.

سامح البط الأسود البطة المغرورة وبدأ الجميع يلعب ويمرح في البحيرة.


معاني المفردات:

*تتدحرج: تتحرك وتدور على الشيء.


ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة العنزات السبع، قصة الفأر الذكي.