خلق الله مخلوقات كثيرة مختلفة، فخلق الملائكة من النور، وخلق الجنّ من النار، وكان إبليس من هؤلاء الجن الذين خلقهم الله، كان إبليس مُطيعًا لله كالملائكة تمامًا، لكنه حين عرف أن الله سيخلق بشرًا من طين يُفضّله عليه بدأ غروره يدفعه إلى المعصية.


أمر الله إبليس والملائكة أن يسجدوا لسيدنا آدم بعد أن يخلقه تكريمًا له، فلما خلقه الله سجد جميع الملائكة، لكن إبليس رفض أن يسجد ولم يُطِع أمر الله، ولما سأله الله عن سبب معصيته أجاب بأنه أفضل من آدم؛ فهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين، والنار أفضل من الطين كما كان إبليس يعتقد.

بدلًا من أن يعتذر إبليس عن خطئه ويطلب من الله أن يغفر له ويسامحه أصرّ على خطئه، فغضب الله منه وطرده من الجنة، لكن إبليس عاد ليطلب من الله أن يُبقيه حيًا إلى يوم القيامة ولا يعاقبه الآن، وقال: إذا أبقيتني إلى يوم القيامة فسوف أخدع آدم وجميع البشر وأجعلهم يعصونك ويُعاقَبُون مثلي، فقال له الله: سوف أؤجل عقابك إلى يوم القيامة، لكن لن تستطيع أن تخدع المؤمنين.


وسوس إبليس لسيدنا آدم وزوجته سيدتنا حواء، فجعلهما يعصيان أمر الله ويأكلان من الشجرة التي منعهما من أكل ثمارها، ولكن آدم وحواء لم يُصرّا على الخطأ، بل بقيا يطلبان من الله المغفرة والمسامحة حتى عفا الله عنهما، لكنه أمرهما أن يهبطا من الجنة إلى الأرض ليعيشا فيها ويعبدا الله فيها.


ومنذ ذلك الحين يحاول إبليس وأتباعه أن يخدعوا البشر حتى يفعلوا ما يُغضب الله ويُعَاقَبُوا يوم القيامة، ولكن المؤمنين يهزمون إبليس وأتباعه في كل مرة يستغفرون فيها ويطلبون من الله المغفرة والمسامحة على أخطائهم.