كانت ليلى فتاة في التاسعة من عمرها تعيش مع والدها ووالدتها وشقيقها الصغير في منزل جميل، وكان معروف عن ليلى أنها كسولة وتحبّ تناول الطّعام كثيرًا.


وفي أحد أيام العطلة الصيفية استيقظت ليلى في وقت متأخر كانت والدتها تُحضر فيه طعام الغداء، فقالت لها: منذ الصباح الباكر وأنا أحاول إيقاظكِ يا ليلى حتى لا تبقين لهذا الوقت لكنكِ لم تستجيبي لي أبدًا، المهم الآن هيّا حضري معي مائدة الطعام لنتناول الغداء.


قالت ليلى في نفسها وهي تحمل الصحون في يدها: أفّ، أنا لا أحبّ أعمال المنزل أبدًا، وبعد أنهت تحضير المائدة جلست على كرسيّها وبدأت بتناول الطعام، ثم قالت لأمها: الطعام ليس لذيذًا يا أمي، فتنقصه الكثير من النكهات، أنا شبعت، ثم قامت من مكانها وذهبت إلى غرفتها لتلعب، وهكذا في كلّ مرة كانت تجتمع فيها العائلة لتناول الطعام.


وفي يوم من الأيام مرضت الأم مرضًا شديدًا أقعدها في الفراش بضعة أيام، ولم تعد قادرة على تحضير أصناف الطعام المختلفة، وليلى أيضًا لا تستطيع أن تحضّر الطعام لأنها ما زالت صغيرة.


وفي أيام مرض والدة ليلى كان الوالد يقوم ببعض أعمال المنزل، ويُحضر طعامًا جاهزًا من الخارج، لكنّ ليلى لم تجد الطعام لذيذًا ولم تستطع تناوله، وتذكّرت كيف كانت تُزعج والدتها بكلامها غير اللطيف عن الطعام الذي تُحضّره، وأنها لم تكن تساعدها.


ذهبت ليلى إلى غرفتها حزينة وجلست على السرير تفكّر وفجأة بدأت تبكي دون توقّف، فقد شعرت بالذنب على ما فعلت، وعلى أنّها لم تكن تُعامل والدتها كما يجب.


حينها قرّرت أن تعتني بوالدتها جيدًا حتّى تستعيد صحتها، فذهبت إلى فراشها وقبّلتها على جبينها ثمّ قالت لها: أعتذر منكِ يا أمي لأنني لم أكن أُقدّر تعبكِ معنا، الآن فهمتُ خطئي، وأعدكِ من اليوم أنني سأكون فتاة جيدة وسأسمع كلامكِ دائمًا وأبتعد عن كلّ ما يُغضبكِ أنتِ ووالدي.


معاني المفردات:

*مائدة: طاولة.

*أصناف: أنواع.