يعيش هاشم مع والديه وأخته آلاء في منزل صغير.
في يوم من الأيام خرج هاشم مع أخته آلاء إلى المدرسة، وفي الطريق شاهد بائع الفاكهة يفتح محلّه ويرتب صناديق الفاكهة أمام المحل ليبيعها.
نظر هاشم إلى الفاكهة واشتهى حبة من التفاح، فمد يده إلى جيبه لكن نقوده كانت لا تكفي لشراء تفاحة.
وفي هذه اللحظة قابلت آلاء صديقاتها في الطريق فوقفن ليسلمن عليها، فاقترب هاشم من الصناديق وأخذ حبة من التفاح ووضعها في حقيبته دون أن يلاحظه أحد، ثم تابع السير إلى المدرسة مع أخته وصديقاتها.
في استراحة الغداء في المدرسة أخرج هاشم التفاحة وأكلها، لكنّه ظل يفكر بما فعله وأحس بعدم الراحة، وعندما عاد إلى البيت شاهدته أمه قلقاً وأحست بأنه يفكر في شيء ما.
جلست الأم مع هاشم وسألته عن يومه، فتشجع هاشم وأخبرها بما فعله في الصباح.
نظرت الأم إلى هاشم وقالت: لقد أخطأت يا بني عندما أخذت شيئاً دون أن تدفع ثمنه أو تستأذن من صاحبه.
أحس هاشم بالخجل وقال: ولكني لم أكن أملك ثمنها، واشتهيت أن آكلها.
قالت الأم: لكن ما قمت به يا صغيري يسمى سرقة، فالسرقة هي أن تأخذ شيئاً دون أن يعرف صاحبه به.
أحس هاشم بالندم، فمسحت الأم على رأسه وقالت: لا بأس، خذ هذه النقود وادفع ثمن التفاحة للبائع غداً، وقُل الآن: أستغفر الله، فالسرقة فعل لا يرضاه الله تعالى، ولو كنت مكان البائع فإنك لا تحب أن يسرقك أحد.
بقي هاشم طوال الليل يقول: أستغفر الله أستغفر الله، ويطلب من الله أن يسامحه.
في الصباح استيقظ هاشم وارتدى ثياب المدرسة وخرج بسرعة حتى وصل إلى محل بيع الفاكهة، فاعتذر من البائع ودفع ثمن التفاحة، ثم أكمل سيره إلى المدرسة وقد أحس بالراحة.
وفي المساء كانت العائلة تجلس على طاولة العشاء عندها دق الباب، فذهب الأب ليرى مَن على الباب، ثم عاد وفي يده سلة من الفاكهة اللذيذة هدية لهاشم من صاحب المحل.
ابتسم هاشم ونظر إلى والدته، فابتسمت وقالت: هذه هدية الاستغفار.