يحكى أنّه عاشت امرأة وحيدة في كوخ صغير في الغابة، وكانت تشعر بالحزن لأنها وحيدة.


في يوم من الأيام خرجت المرأة لتسقي أزهارها وهي تبكي، فرأتها من بعيد ساحرة كانت تتجول في الغابة.


اقتربت الساحرة من المرأة وقالت لها: ما بكِ أراكِ حزينة، لماذا تبكين؟

ردّت المرأة: أتمنى أن تكون لدي طفلة صغيرة أُربيها وأعتني بها، فأنا أعيش وحيدة في هذا الكوخ.


قالت الساحرة: حسنًا، خذي هذه البذور السحرية وازرعيها واعتني بها واسقيها كل يوم، وانتظري ما الذي سيحدث.


أخذت المرأة البذور من الساحرة وفعلت كما طلبت منها، فكانت تسقيها كل يوم حتى كبُرت وأصبحت زهرةً جميلةً، فقالت المرأة: يا لها من زهرة جميلة ثمّ قبّلتها، فتفتّحت الزهرة وبدت في داخلها فتاة صغيرة جميلة جدًا.


دُهشت المرأة مما رأت، لكنها فرحت كثيرًا بالفتاة وقررت أن تعتني بها وأسمتها عقلة الإصبع.


مرت الأيام وعقلة الإصبع تعيش مع المرأة في كوخها بسعادة وهناء، وفي ليلة من الليالي بينما كانتا نائمتين دخلت من النافذة ضفدعة كبيرة لتأخذ طعامًا من الكوخ، فوجدت عقلة الإصبع أمامها، وقررت أن تأخذها معها إلى المستنقع.


سارت الضفدعة وهي تحمل عقلة الإصبع النائمة حتى وصلت إلى المُستنقع، فوضعتها على ورقة شجر كبيرة كانت طافية فوق سطح الماء.


في صباح اليوم التالي استيقظت عقلة الإصبع ووجدت نفسها في مكان غريب عنها، فشعرت بالخوف وبدأت بالبكاء، ولم تكن الضفدعة موجودة وقتها.


سمعت الأسماك الصغيرة بكاء عقلة الإصبع، فأشفقت عليها وقررت مساعدتها وبدأت تدفع الورقة التي تقف عليها عقلة الإصبع حتى وصلت إلى اليابسة.


شكرت عقلة الإصبع الأسماك الصغيرة وبدأت تركض بسرعة بعيدًا عن المستنقع.


في منتصف الطريق جلست عقلة الإصبع لتستريح، فشاهدت عصفورًا ساقطًا على الأرض يتألم، فاقتربت منه ورأت قدمه مجروحة.


حزنت عقلة الإصبع على العصفور وقررت مساعدته، فأحضرت بعض أوراق الشجر ولفّت بها قدمه المجروحة.


شكر العصفور عقلة الإصبع ودعاها لتبقى معه في عشّه حتى تُشفى قدمه، فوافقت عقلة الإصبع.


مرّت عدة أيام وشُفيت قدم العصفور، فقال لعقلة الإصبع: والآن يا عقلة الإصبع كيف يمكنني أن أساعدكِ كما ساعدتني؟


قالت عقلة الإصبع: أريد أن أعود إلى الكوخ الذي كنتُ أعيش فيه.

قال العصفور: حسنًا، اركبي على ظهري.


انطلقت عقلة الإصبع في الأجواء على ظهر العصفور، وكانت تشعر بالسعادة، وكلّما مرّ العصفور من فوق كوخ يقف أمام النافذة لترى عقلة الإصبع من في الداخل، حتى وصلا إلى كوخ المرأة.


أنزل العصفور عقلة الإصبع عند باب الكوخ وشكرا بعضهما البعض، وانطلق العصفور عائدًا إلى عشّه.


دقّت عقلة الإصبع الباب، ففتحت لها المرأة وهي تبكي، وما إن رأتها حتى حضنتها بقوّة وهي تقول: آه، لقد عادت ابنتي الجميلة عقلة الإصبع.