في إحدى المدن البعيدة يعيش الصبي هانسل وشقيقته غريتل مع والدهما وزوجته، التي تزوجها والدهما بعد وفاة والدتهما.


كان والد هانسل وغريتل يعمل حطاباً، وكان فقيراً غير قادر على تأمين كلّ احتياجاتهما. 


وكانت زوجة والد هانسل وغريتل تعاملهما بقسوة ولا تحبهما، ودائماً ما تفكر بطريقة للتخلص منهما بحجة الفقر وعدم القدرة على رعايتهما. 


وفي صباح أحد الأيام ذهبت زوجة الأب مع هانسل وغريتل إلى الغابة، ولما وصلوا إلى وسط الغابة قالت لهما: سأذهب قليلًا لأجمع بعض الأخشاب، انتظراني هنا ولا تتحركا، فأجاب هانسل وغريتل: حسنًا.


لم يكن يعلم هانسل وغريتل أنّ زوجة والدهما خدعتهما وعادت إلى البيت وتركتهما وحيدين في الغابة إلا بعد أنّ حلّ الظلام وبقيا وحدهما في الغابة.


قال هانسل: لن نستطيع العودة إلى المنزل الليلة يا غريتل، سننام هنا وفي الصباح نعود.


وبالفعل نام الشقيقان تحت أشجار الغابة وهما يشعران بالخوف والجوع حتى صباح اليوم التالي. 


وفي صباح اليوم التالي أمسكت غريتل بيد شقيقها هانسل وانطلقا في طريق من طرق الغابة علّهما يستطيعا العودة إلى المنزل.


وبينما هما يسيران وجدا أمامها منزلًا على شكل حلوى لذيذة، فوقفا أمامه مُندهشين، وقالت غريتل: ياااه! يا له من بيت جميل!


قال هانسل: هيا لندخل إلى بيت الحلوى، لا بدّ أن في داخله حلوى لذيذة ونحن جائعين كثيراً.


دخل الصغيران إلى بيت الحلوى يبحثان عن الطعام، وفجأةً ظهرت أمامهما امرأة عجوز شعرا بالخوف منها، فقالت لهما: لا تخافا! أنا هنا وحدي وأحب أن يكون معي أحد ليُسلّيني، تفضلا لتناول الطعام معي.


فرح هانسل وغريتل كثيراً وتناولا الطعام بشهيّة كبيرة، ثمّ ناما من شدة التعب.


استيقظ الصغيران وتفاجآ بأنّ المرأة العجوز قد تحولت إلى ساحرة شريرة وتريد أن تأكلهما، فخافا كثيرًا وحاولا الهروب لكنهما لم يستطيعا.


أمسكت العجوز الشريرة بهانسل وقالت له: أنت أيها الصغير ستبقى محبوسًا في هذه الغرفة الصغيرة وتتناول الطعام حتى تصبح سمينًا وأستطيع أكلك، أما أنتِ يا غريتل فستبقين معي لخدمتي لأنني ضعيفة البصر وأحتاج من يُساعدني.


   استمرّت العجوز بإطعام هانسل لمدة شهر حتى يصبح سمينًا وتأكله، لكنّ هانسل كان ذكيًا وفي كلّ مرة تطلب فيها العجوز يده لتتأكد من أنه أصبح سمينًا كان يُعطيها عظمةً بدلاً من يده، وكان تصدقه لأن بصرها ضعيف، فتؤجل أكله إلى أن يسمن ويصبح مليئاً باللحم.


وفي يوم من الأيام قررت غريتل مساعدة شقيقها والتخلص من العجوز الشريرة، فعندما أشعلت العجوز الفرن لتحضير الطعام دفعتها غريتل إلى داخله، ثم أسرعت وأخرجت شقيقها هانسل من الغرفة. 


هرب الصغيران من منزل العجوز بسرعة وبقيا يسيران في الغابة حتى وصلا إلى منزلهما،


وحكيا ما جرى لهما لوالدهما الذي كان قلقاً عليهما وينتظر عودتهما.