عاشت إحدى قبائل الهنود الحمر في أمريكا، وكان لزعيمها بواهات ابنة شابّة اسمها بوكاهانتس.

 كانت بوكاهانتس فتاة مرحة وذكيّة، وكثيرًا ما كانت تترك قريتها وتخرج للّعب قُرب الشاطئ مع حيواناتها الأليفة.

في يوم من الأيام وصلت إلى أحد شواطئ أمريكا سفينة للإنْجليز عليها مجموعة من البحارة بقيادة القبطان سميث لاكتشاف أمريكا والبحث عن الذّهب فيها.

وحين رست السفينة عند الشاطئ نزل الجميع وبدؤوا بالحفر قُرب الشاطئ للبحث عن الذهب، لكن القبطان سميث مشى بعيدًا عنهم لاستكشاف أشياء أخرى في هذه المنطقة.

في هذه الأثناء كانت بوكاهانتس كعادتها تلعب مع حيواناتها الأليفة، وبينما هي تلهو وتلعب التقت بالقبطان سميث.

 بدا منظر القبطان سميث غريبًا بالنسبة لبوكاهانتس؛ فشكل الهنود الحمر ولباسهم يختلف عن الإنجليز، وعندما لاحظ القبطان سميث استغراب بوكاهانتس عرّفها بنفسه، وتعرّف على بوكاهانتس وعلى قبيلتها. 

بينما كانت بوكاهانتس والقبطان سميث يتحدثان سمعا صوت إطلاق النّار من جهة الشاطئ، بقيت بوكاهانتس مكانها وعاد القبطان سميث مسرعًا إلى الشاطئ عند البحّارة. 

علم سميث أنّ أحد البحّارة قد أطلق الّنار على شخص من قبيلة الهنود الحمر وقتله.

غضب القبطان سميث لأنّ البحّار كان مُتسرعًا في الحكم على شكل الهنود الحمر وقَتَلَ الرجل.

وصل أمر وجود البحارة عند الشاطئ وقتل الرجل إلى زعيم القبيلة بواهات. 

قرر الزعيم بواهات الاجتماع مع زعماء القبائل الأخرى المجاورة للتشاور بشأن وجود هؤلاء البحارة على أرضهم، وأدركوا الخطر الذي يهدّد حياتهم بوجود الأسلحة معهم.

قرر الزّعماء أخيرًا الخروج مع رجالهم لمواجهة البحارة وطردهم من أرضهم، لكن الزعيم بواهات أمر الجميع بالتزام الحذر وعدم الخروج من القبيلة قبل أن يُعلن موعد المواجهة.

علم الزعيم بواهات أنّ ابنته بوكاهانتس تلتقي مع القبطان سميث، فأمر أحد رجاله من الهنود الحمر أن يتبع بوكاهانتس عندما تخرج ليعرف مكان القبطان سميث ويُحضره إلى القبيلة. 

في اليوم التالي خرجت بوكاهانتس لتلتقي مع القبطان سميث، فتبعها أحد رجال الزعيم دون أن تدري.

لما وصلت بوكاهانتس عند القبطان سميث هجم الرجل عليه وقيّد يديه، ثم أخذه إلى القبيلة لاحتجازه هناك، تفاجأت بوكاهانتس ولحقتهما لتطلب من والدها إطلاق سراح القبطان سميث.

وصل خبر احتجاز القبطان سميث عند الهنود الحمر إلى البحّارة، فحملوا أسلحتهم وتوجهوا إلى القبيلة لمساعدته، وبذلك أصبحت المواجهة بين الطرفين وشيكة.

أمر الزعيم بواهات رجاله بالتّخلص من القبطان سميث وقتله، لكن بوكاهانتس طلبت من والدها ألا يفعل ذلك وأخبرته أن القتل ليس حلًا؛ لأنه إذا قتل سميث سيسعى البحارة لقتل أحد منهم مرة أخرى، وبذلك ستبدأ حرب لن تنتهي، وسيخسر كلا الطرفين رجاله فيها.

اقتنع الزعيم بواهات برأي بوكاهانتس الحكيم، وحقْنًا للّدماء أمر بإطلاق سراح القبطان سميث.

عاد القبطان سميث مسرعًا إلى البحارة، وفي منتصف الطريق التقى بهم وأقنعهم بعدم إيذاء الهنود الحمر لأنهم أطلقوا سراحه، وأخبرهم أنه من حق الهنود الحمر الدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم.

عاد البحارة مع القبطان سميث إلى سفينتهم ورجعوا من حيث أتوا، وأصبحت بوكاهانتس مستشارة والدها في القبيلة لحكمتها وذكائها.


المفردات والمعاني:

*قبائل: مفردها قبيلة وهي مجموعة من الناس لها عادات وتقاليد خاصة بها.

*الهنود الحمر: السكان الأصلين الذين أقاموا في أمريكا قديمًا، وقد أطلق عليهم هذا الاسم بسبب بشرتهم المائلة إلى اللون الأحمر.

*الإنْجليز: البريطانيون.

*رست: توقفت عند الشاطئ.

*وشيكة: قريبة جدًا.

*حقْنًا للّدماء: وقف القتل.

*قيّد: ربط.

*إطلاق سراحه: تركه.