أصبح يوسف عليه السلام عزيزًا ومسؤولًا عن مخازن مصر، ومضت الأيام وتحقّق تفسيره لحلم الملك وأصابت سنوات القحط جميع البلاد، وكانت مصر قد خزّنت ما يكفي لهذه السنوات الشديدة.

وصل القحط أرض يعقوب عليه السلام، فطلب من أبنائه أن يذهبوا إلى مصر ليشتروا ما يحتاجونه من الطعام، واتفقوا على أن يبقى أخوهم الصغير عند أبيهم.

وصل أبناء يعقوب عليه السلام إلى مصر، ودخلوا على يوسف ولم يعرفوه لكنه عرفهم، وفكّر بخطة حتى يجتمع مع أهله، فطلب يوسف منهم أن يعودوا ويأتوا بأخيهم الصغير الذي بقي عند يعقوب عليه السلام، وإلا لن يعطيهم الطعام بعد ذلك.

عاد إخوة يوسف إلى أبيهم وطلبوا أن يأخذوا أخاهم الصغير إلى مصر، فرفض يعقوب عليه السلام وخاف أن يفعلوا بأخيهم الصغير مثلما فعلوا مع يوسف من قبل، وبعد إصرار من أبنائه وافق يعقوب عليه السلام وسلّم أمره لله تعالى.

عاد إخوة يوسف كلهم هذه المرة إلى مصر، وأمر يوسف أن يأخذوا ما يحتاجون من الطعام.

كان يوسف قد فكّر بطريقة ليُبقي أخاه الصغير عنده، فطلب من مساعديه أن يضعوا الكأس التي يشرب بها الملك في أمتعته، ثم يُعلنوا أنّ كأس الملك مسروقة.

نفّذ يوسف خطته، وعندما وجودوا الكأس في متاع الأخ الصغير، أخبر يوسف إخوته أن السارق -وهو أخوهم الصغير- يجب أن يبقى عند الملك ولن يرجع معهم.

رجع بقية إخوته إلى أبيهم يعقوب عليه السلام وأخبروه بما حدث معهم، لكن يعقوب لم يصدقهم وحزن حزنًا شديدًا حتى فقد بصره.

صبر يعقوب عليه السلام على ما أصابه، وطلب من أبنائه أن يعودوا إلى مصر ويبحثوا عن يوسف وأخيه ويعودوا بهما.

عاد أبناء يعقوب إلى يوسف وقالوا له: نرجوك أيها العزيز أن تطلق سراح أخينا الصغير؛ لأن أبانا شيخ كبير وفَقَدَ بصره حزنًا عليه.

هنا قرر يوسف أن يخبرهم الحقيقة، فقال لهم: أنا أخوكم يوسف، فشعر إخوة يوسف بالندم وطلبوا منه أن يسامحهم، فسامحهم ودعا الله تعالى ليغفر لهم.

طلب يوسف من إخوته أن يرجعوا إلى أبيهم ويضعوا قميصه على وجهه ليعود إليه بصره، ثم يأتوا جميعًا إلى مصر.

عمل إخوة يوسف ما طلبه منهم وعاد بصر يعقوب عليه السلام بقدرة الله تعالى وفرح كثيرًا برؤية يوسف، وحمد الله تعالى كثيرًا.

وسجد إخوة يوسف له سجود تحية ومحبة كما رأى في المنام وهو صغير، فشكر الله تعالى على نعمه وفضله.

  

المعاني والمفردات:

*أمتعة: حقائب السفر.