في قديم الزمان كانت هناك قرية يَعْبُد أهلها الأصنام، كالحجارة والتماثيل التي لا تنفعهم ولا تضرهم.
فبعث الله تعالى سيدنا نوح عليه السلام إلى تلك القرية ليهديهم ويدعوهم إلى عبادة الله تعالى خالق الكون.
ظل نوح عليه السلام يدعو قومه، لكن قومه كانوا لا يسْتَمعون إليه حين يُحدّثهم عن الله تعالى، فكانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، ومع ذلك لم يَملّ نوح عليه السلام منهم واستمر في دعوته لهم مدّة طويلة جدًا بلغت 950 سنة، لم يؤمن خلالها إلا القليل منهم.
بعد مُضي هذه المدة الطويلة أوحى الله تعالى إلى نوح عليه السلام بأنه سيُرسل طُوفاناً يُغرق القوم المتكبّرين الكافرين ولن يستطيعوا النجاة منه.
وأمره ببناء سفينة كبيرة لينجو فيها هو ومن آمن معه من قومه، كما أمره أن يأخذ معه زَوْجَين -الذكر والأنثى- من كل الكائنات الحية؛ لكي تستطيع الحيوانات التزاوج والتكاثر في ما بعد.
عندما انتهى بناء السفينة جمع نوح عليه السلام الكائنات الحية التي سيأخذها، ودعا المؤمنين لركوب السفينة، وعندما أصبحوا على ظهر السفينة بأمان بدأت السّماء تُمطر بغزارة، وبدأت الأرض تُخرج الماء من باطنها بأمر الله تعالى حتّى غرقت كل البيوت، وصار الكفار يهربون إلى الجبال وهم يظنون أنهم يستطيعون النجاة من الغرق.
رأى نوح عليه السلام ابنه الذي كان كافرًا، فأشفق عليه ودعاه للمرة الأخيرة للإيمان بالله تعالى والنجاة بنفسه وركوب السفينة، لكنه رفض وهرب إلى الجبال ظنًّا منه أنه سينجو.
حزن نوح عليه السلام كثيرًا على ابنه، لأنه يعلم أن الطّوفَان سيُغرق الجبال أيضًا.
وحين ملأ الطوفان المكان طفت السفينة فوقه، وأبحرت بأمان فوق الماء مثلما تُبحر في البحر.
دعا نوح عليه السلام الله تعالى أن يختار له مكانًا لترْسو فيه السفينة، فاستقرَّت السفينة عند منطقة تُدعى الجُودي.
وأمر الله تعالى حينها السماء أَن تُوقف المطر وأمر الأرض أن تبتلع الماء، فجفّ الطوفان وعادت الأرض إلى ما كانت عليه، ونجا المؤمنون ومات الكفّار المتكبرون.
المفردات والمعاني:
*الطوفان: فيضان كبير جدًا.
*ترْسو: تتوقف.
*استقرَّت: توقفت تمامًا.