جلس يوسف في البئر بعد أن ذهب إخوته، وتمسّك بالدلو الذي كان مربوطاً بحبل، ثم مرّت قافلة مسافرة ووقفوا عند البئر ليشربوا الماء، وعندما سحب رجل منهم الحبل وجد يوسف قد تعلق به، فصاح فرحًا: وجدتُ غلامًا.

أخذ الرجل يوسف معه إلى مصر، وهناك باعه لرجل يُدعى العزيز، وعاد العزيز بيوسف فرحًا إلى بيته، وأوصى امرأته قائلًا: هذا غلام اشتريته اسمه يوسف، اعتني به وأحسني إليه، ربما ننتفع منه أو نجعله ولدًا لنا.

كبر يوسف في بيت العزيز حتى أصبح شابًا صالحًا ويوحي الله إليه العلم والحكمة.

وفي يوم من الأيام طلبت زوجة العزيز من يوسف فعل أمر يُغضب الله ويغضب العزيز الذي أحسن إليه وربّاه، لكن يوسف المُخلص الأمين رفض طلبها، وكانت زوجة العزيز صاحبة قوة وسلطة وهدّدت يوسف قائلة: إذا رفضتَ فعل ما طلبتُ منك سوف أُدخلك السجن، ومع ذلك بقي يوسف ثابتًا على الحق ولم يخف من السجن، فدخل السجن مظلومًا وبقي فيه سنوات.  

عُرِفَ يوسف في السجن بأنه شخص صالح وعابد لله تعالى، وفي يوم من الأيام حلم شاب في السجن حلمًا وحكاه ليوسف؛ فقد أعطاه الله القدرة على تفسير الأحلام، وكان تفسير الحلم أنّ هذا الشاب سيخرج من السجن ويصبح خادمًا للملك، فطلب منه يوسف أن يخبر الملك عن قصته ويُخرجه من السجن.

مضت الأيام وخَرج الشاب من السجن وأصبح خادمًا للملك، لكن نسي أن يحكي له عن يوسف، ومضت أعوام عديدة على يوسف في السجن، حتّى جاء يوم رأى الملك فيه حلمًا أقلْقَه، ولم يستطع أحد ممن حوله تفسير هذا الحلم الغريب.

عندها تذكر الشاب أمر يوسف وأخبر الملك به، فطلب الملك رؤيته في الحال، وعندما حضر يوسف قال الملك: لقد رأيت سبع بقرات هزيلة تأكل سبع بقرات سمينة، ورأيت سبع سنابل خضراء من القمح وسبع سنابل أخرى جافة.

ففسر يوسف ذلك بأنّه ستمر عليهم سبع سنوات فيها بركة ورزق كثير، وستأتي بعدها سبع سنوات أخرى فيها قَحْط، ثمّ تأتي سبع سنوات أخرى فيها رزق وبركة، ونصحهم بتخزين ما يكفي من الرّزق والاستعداد لتلك السنوات الشديدة.

أُعجب الملك بيوسف وبحكمته وأمر بإخراجه من السجن، وجعله مسؤولًا عن مخازن أرض مصر. 


يمكنك قراءة الجزء الثالث من قصة النبي يوسف لمعرفة بقية الأحداث.


المفردات والمعاني:

*قافلة: مجموعة من الجِمال تسير مع بعضها وتحمل البضائع.

*غلام: ولد.

*هزيلة: عكس كلمة سمينة، وتعني نحيفة جدًا.

*قَحْط: الجفاف الشديد للأرض الذي يؤثر على نمو النبات، وبالتالي يقل الغذاء، وهو شبيه بالمجاعة.