عاش قوم ثمود في قديم الزمان في الجزيرة العربية، وكانوا يعبدون الأصنام ولا يؤمنون بالله تعالى.
فاختار الله تعالى منهم صالحاً نبياً لهم ليرشدهم إلى الطريق الصحيح فقال لهم: يا قومي اتركوا عبادة هذه الأصنام التي لا تنفعكم، واعبدوا الله وحده.
فقالوا له: يا صالح أنت حكيم ولك مكانة كبيرة بيننا، فكيف تدعونا إلى أن نترك الأصنام التي كان يعبدها آباؤنا؟
فأجابهم صالح عليه السلام: إنّني أدعوكم لعبادة الله القادر على كل شيء، والذي ينفعكم ويرزقكم، وهذه الأصنام لا تستطيع أن تفعل لكم شيئاً.
بدأ الشك يدخل في قلوب قوم ثمود من كلام صالح عليه السلام، فقالوا له: حسناً، نريد دليلاً على صدق ما تقوله وأنّ الله أرسلك إلينا نبياً.
قال صالح عليه السلام: وما الدليل الذي تُريدونه؟
أشار أحد رجال القوم إلى صخرة في الجبل وقال: نُريد أن تُخرج لنا من تلك الصخرة الموجودة في الجبل ناقة.
فدعا صالح عليه السلام ربّه أن يُخرج الناقة من الصخرة، فاستجاب له الله تعالى وخرجت بعد لحظات قليلة الناقة التي أرادها القوم.
دُهِش قوم ثمود مما رأوه، وآمن عدد منهم مع صالح عليه السلام.
قال لهم صالح عليه السلام: لا تؤذوا هذه الناقة واتركوها تأكل من نبات الأرض، وتشرب يوماً من ماء البئر، وأنتم وجِمالكم تشربون في اليوم التالي.
كانت الناقة في يومها تشرب ماء البئر كلّه، لكنها كانت تُعطي القوم الكثير من الحليب.
وفي أحد الأيام قرر مجموعة من رجال قوم ثمود قتل الناقة لأنها تشرب الماء كلّه، وبالفعل ذهبوا إليها وقتلوها.
عَلِم صالح عليه السلام بما فعله قومه بالناقة، فأوحى إليه الله تعالى أن يُخبرهم أنّ عذابهم سيكون بعد ثلاثة أيام.
لم يُصدّق قوم ثمود كلام صالح عليه السلام وسخروا منه، وخرج صالح ومن آمن معه إلى مدينة أخرى.
وبعد ثلاثة أيام أرسل الله العذاب على قوم ثمود صيحة عظيمة من السماء ورجفت الأرض من تحتهم وكانت سبباً في موت الكافرين منهم.
المعاني والمفردات:
*ليرشدهم: يدلّهم.
*ناقة: أنثى الجمل.