ورث سُليمان عليه السلام عن والده داود عليه السلام المُلك والنبوة، وكان ملكاً عادلاً على بني إسرائيل.
دعا سليمان الله تعالى أن يُعطيه مُلكاً عظيماً لا يكون لأحد من بعده، فاستجاب له الله تعالى وأعطاه نِعَماً عديدة، منها أنّه علّمه لغة الطيور والحيوانات، فها هو سيدنا سليمان بينما كان يمشي في إحدى المناطق مع جنوده يسمع صوت النملة وهي تقول لبقية النمل: هيا اختبئوا في مساكنكم يا أيها النمل حتى لا يدوس عليكم سليمان وجنوده بأقدامهم دون أن ينتبهوا.
فتبسمّ سليمان لقول النملة، وشكر الله تعالى على ما أعطاه من النِعَم.
وفي يوم من الأيام أراد سليمان عليه السلام أن يتفقّد أحوال الحيوانات لديه، فتفاجأ بأن الهدهد غير موجود.
فغضب سليمان عليه السلام من الهدهد كثيراً لغيابه، وبعد مدة عاد الهدهد ومعه خبر عظيم لسليمان، فقال الهدهد مباشرة: لقد جئتك من مدينة سبأ ورأيت فيها أمراً عجيباً.
أكمل الهدهد كلامه قائلاً: في هذه المدينة ملكة عظيمة وقوية، لكنها تعبد الشمس هي وقومها.
فقرر سليمان عليه السلام أن يرسل مع الهدهد رسالة إلى ملكة سبأ، يطلب فيها منها أن تترك هي وقومها عبادة الشمس ويعبدوا الله تعالى وحده.
وصلت الرسالة إلى ملكة سبأ، ولما قرأتها جمعت قومها وأخبرتهم بالأمر، ثم سألتهم: ماذا أردّ على رسالة سليمان هذه؟
فأجابها قومها: نحن أقوياء ونستطيع أن نحاربه إذا أردتِ، وفي النهاية الأمر لكِ فتصرفي كما تُريدين، ونحن معكِ.
فكّرت ملكة سبأ بعض الوقت ثم قالت: سأرسل لسليمان هديةً، لنرى بعدها ماذا سيفعل.
ولما وصلت الهدية لسليمان عليه السلام غضب غضباً شديداً وقال لهم: أنا لا أحتاج إلى الهدايا، ارجعوا إلى قومكم وأخبروهم أنّي أجهّز لكم جيشاً لن تستطيعوا مواجهته.
لما علمت ملكة سبأ بالأمر وتجهيز سليمان عليه السلام للجيش ذهبت إليه لتُعلن إسلامها، وقالت: إني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
المعاني والمفردات:
*سبأ: اسم منطقة في اليمن.