في قديم الزمان عاش في بيت المقدس نبينا زكريا -عليه السلام- مع زوجته.

وقد شاء الله تعالى ألا يكون لزكريا أولاد، وكانت امرأته غير قادرة على الإنجاب، وتقدّم بها العمر وأصبح هو كذلك كبيراً بالسنّ. 

وفي نفس زمن زكريا -عليه السلام- عاشت مريم بنت عمران، فتولّى النبي زكريا -عليه السلام- رعايتها والاطمئنان على أحوالها.

وكانت مريم عابدةً لله تعالى وذاكرةً له، وفي يوم من الأيام دخل عليها زكريا -عليه السلام- في مكان عبادتها ليتفقّد أمورها، فتفاجأ بوجود الطعام والشراب عندها ووجود فاكهة الشتاء في الصيف، وقال لها: من أين لك هذا يا مريم؟

فقالت: إنّه رزق من عند الله تعالى.   

هنا شعر زكريا -عليه السلام- برغبة قوية في نفسه للتوجه بالدعاء إلى الله تعالى ليرزقه ولداً صالحاً يحفظ الدين ويرث النبوة من بعده.

فدخل زكريا -عليه السلام- إلى مكان عبادته وبدأ يدعو الله قائلًا: يا ربّ لقد تقدّم بي العمر وأعلم أنّك تُجيب الدعاء، فارزقني يا رب الولد الصالح.

بعدها سمع زكريا -عليه السلام- صوت الملائكة تُبشّره بشرى عظيمة: يا زكريا إنا نُبشرك بقدوم مولود لك اسمه يحيى وسيكون نبياً أيضاً.

فرح زكريا -عليه السلام- فرحاً شديداً، وهو واثق برحمة الله وقدرته ولكنه يريد أن يطمئن فسأل الملائكة: كيف سيكون لي ولد وامرأتي لا تُنجب وأنا أصبحتُ شيخاً كبيراً؟

فأجابته الملائكة: إنّ الله قادر على كل شيء.

فطلب زكريا -عليه السلام- العلامة والدليل على حمل زوجته، فأوحى إليه الله تعالى أنّ علامة ذلك عدم قدرته على الكلام مع الناس مدة ثلاثة أيام إلا بالإشارة من غير إصابته بمرض، ومع ذلك كان يستطيع ذكر الله تعالى وتسبيحه فقط.

وبعد مرور شهور عدّة ولدت زوجة زكريا عليه السلام النبي الكريم يحيى -عليه السلام- وتحقق وعد الله ورحمته لنبيه.زكريا -عليه السلام-.