يُحكى أنّ هناك لبؤة عاشت في الغابة في كهف صغير مع شِبْلَيها الصغيرين.
وفي يوم من الأيام خرجت اللبؤة للصيد وتركت شِبليها في الكهف، فمرّ عليهما مجموعة من الصيادين قتلوهما وأزالوا عنهما جلودهما.
لمّا عادت اللبؤة إلى الكهف وجدت شبليها قد قُتلا، فأخذت تصرخ وتصيح.
سمعها الثعلب وكان جارًا لها، فأتى وسألها: ماذا جرى، لماذا تصرخين هكذا؟
ردّت اللبؤة: خرجت إلى الغابة للصيد وتركتُ شبلَيّ في الكهف، ولما عدتُ وجدتهما مقتولَين، يبدو أنّ أحد الصيادين مرّ هنا.
قال الثعلب: لا تحزني ولا تصرخي وفكري قليلًا، فما حَدَث لك لم يكن ليحدث لو أنّك لم تفعلي مثله.
فقالت اللبؤة: لم أفهم، ماذا تقصد؟
قال الثعلب: حسنًا، كم عمرك؟
ردّت اللبؤة: مئة سنة.
فقال الثعلب: وكيف كنت تعيشين وماذا تأكلين؟
فقالت اللبؤة: آكل لحوم الحيوانات التي أصطادها.
فقال الثعلب: ألم يكن لتلك الحيوانات التي اصطدتها آباء وأمهات؟
فقالت اللبؤة: بلى.
فقال الثعلب: ولماذا لم نسمع بكاء هؤلاء الآباء والأمهات وصراخهم مثلما نسمع صراخك الآن؟ ما أصابك اليوم إنما كان من جهلك بالذي سيرجع عليك.
عندما سمعت اللبؤة ذلك عرفت أنها هي مَنْ سبّبت الأذى لنفسها ولشبليها، وقررت أن تترك صيد الحيوانات، وأن تأكل من نباتات الغابة.
المعاني والمفردات:
*اللبؤة: أنثى الأسد.
*الشبل: ابن الأسد.