يُحكى أنّ هناك رجلًا كان يعيش مع أبنائه الثلاثة في قلعة كبيرة بسعادة وهناء، وكان لديه قط غريب يرتدي الحذاء دائمًا. 

كان هذا الرجل يعمل في مطحنة لطحن الحبوب ويملك حمارًا ينقل عليه البضائع.

وفي يوم من الأيام هجم تنين ضخم على القلعة ليستولي عليها، وكان تنينًا ضخمًا ينفُث النّار على كل من يخالف أمره.

خاف الرجل على نفسه وعلى أبنائه الثلاثة الصغار والقط صاحب الحذاء وخرج من القلعة وعاش في بيت صغير. 

عاش الرجل مع أبنائه حتّى كبروا وأصبحوا شُبانًا يمكن الاعتماد عليهم.

مرت الأيام ومات الرجل، وورث الشابان الكبيران المطحنة والحمار، أما الشاب الصغير فوَرِث القط صاحب الحذاء.

تساءل الشاب عن سبب احتفاظ أبيه بهذا القط طيلة هذه السنوات، ونظر إلى القط قائلًا: والآن ماذا سأفعل بك، وكيف سينفعني قط مثلك؟

هزّ القط بذيله وقال: يمكنني أن أفعل الكثير.

تعجب الشاب من القط الذي تكلم أمامه لأول مرة وقال: لا بد أنك قط مسحور، قطّ يتحدّث هذا شيء عجيب!

أحس الشاب أنه محظوظ بهذا القط، فأصبحا صديقين يقضيان وقتهما معًا، ويخرجان للصيد معًا، فتعلّم القط الصيد وأصبح صيادًا ماهرًا.

أحب القط الشاب الطيب كثيرًا، وقرر أن يساعده ليستعيد قلعة أبيه ووضع خطة لذلك.

بدأ القط بتنفيذ خطته دون علم صاحبه الشاب، فكان يخرج في مساء كل يوم إلى الغابة وحده ويصطاد الحيوانات، ثم يذهب إلى قصر الملك ويطلب من الحراس أن يعطوا هذا الصيد هديةً للملك.

بقي القط على هذه الحالة أيامًا عديدة، فتعجّب الملك من ذلك وسأل حراسه عن الشخص الذي يعطيه هذا الصيد كل يوم.

أخبر الحراس الملك أنّ قطًا يأتي بهذا الصيد، فطَلَبَ الملك رؤيته عندما يأتي في المرة القادمة.

في اليوم التالي حضر القط صاحب الحذاء إلى القصر، فأخبره الحراس أنّ الملك يريد رؤيته.

دخل القط إلى القصر وعرّف بنفسه وأخبر الملك أنّ الصيد الذي يعطيه إياه هدية من سيّده الشاب الذي يعيش في القلعة الكبيرة.

طلب الملك من القط أن يزور الشاب في قلعته ليتعرف إليه ويشكره على ذلك، فقال القط: حسنًا يا سيدي، سأخبره بذلك وأحدّد لك الموعد في المرة القادمة.

فكر القط في أمر زيارة الملك، وقال في نفسه: لقد حان وقت استرداد القلعة.

خرج القط إلى الغابة كعادته واصطاد صيدًا كبيرًا ثم حمله وذهب إلى التنين الذي استولى على قلعة الشاب.

دخل القط صاحب الحذاء على التنين وقال إنه أحضر له هدية، وطلب منه السماح له بخدمته دائمًا. 

وافق التنين على ذلك بشرط أن يُحضر له صيدًا كبيرًا كل يوم.

وفي يوم من الأيام جلس القط مع التنين وسأله: لقد سمعت أنك تستطيع أن تغيّر شكلك، هل هذا صحيح؟

فضحك التنين بصوت عالٍ وقال: نعم أستطيع.

قال القط: وهل تستطيع أن تتحول إلى أسد؟

ردّ التنين: نعم أستطيع. 

وتحول التنين إلى أسد كبير بسرعة كبيرة، قال القط: وماذا لو طلبت منك أن تصبح فأرًا؟

رد التنين بكل ثقة: هذه سهلة، وتحول إلى فأر صغير بسرعة، فهجم عليه القط على الفور وأكله.

نجحت خطة القط وعاد مسرعًا إلى صاحبه الشاب وأخبره كيف استطاع أن يكسب محبة الملك بهداياه، وكيف استعاد قلعة والده من التنين.

دُهش الشاب من القط كثيرًا، وعرف حينها السبب الذي جعل والده يحتفظ به.

بعد ذلك انتقل الشاب مع القط وعاشا في القلعة، وفي اليوم التالي ذهب القط إلى الملك وأخبره أنّ الشاب مستعدّ لاستقباله هذه الليلة.

في المساء حضر الملك إلى القلعة وشكر الشاب على هداياه وجلسا يتحدثان معًا. 

أعجب الملك بأخلاق الشاب الكريمة ودعاه إلى زيارته في قصره في اليوم التالي.

وصل الشاب إلى القصر في اليوم التالي مع قطه صاحب الحذاء، وكانت عائلة الملك في استقباله.

مرت الأيام وصار الشاب صديقًا لعائلة الملك وتزوج من ابنته، وعاش في قلعة أبيه مع زوجته وقطّه صاحب الحذاء بسعادة وهناء.


المعاني والمفردات:

*يستولي عليها: يأخذها بالقوة.

*ينفُث: ينفخ.

*استرداد: استعادة.