عاشت في إحدى غابات الهند مجموعة من الحيوانات، من بينها قردة وابنها الصغير.
كانت القردة قلقة على ابنها الصغير، فهو دائمًا ما يقع في المشاكل مع حيوانات الغابة، ولا يستطيع أن يتصرّف فيها بطريقة صحيحة.
فكرت الأم بطريقة لتساعد قردها الصغير ليصبح قوياً وذكياً، فذهبت لتطلب النصيحة من البوم الحكيم.
قال البوم الحكيم: اتركي الأمر لي، وأحضري طفلكِ عندي.
أحضرت الأم القرد الصغير إلى البوم الحكيم، وخرجوا جميعاً إلى الجانب الآخر من الغابة حيث تسكن مخلوقات قوية جداً.
هناك وجد القرد وأمه والبوم الحكيم البشر، فنظر البوم الحكيم إلى القرد الصغير وأخبره أنّ البشر أقوى المخلوقات لأنهم يتمتعون بالذكاء.
نظر القرد الصغير حوله فوجد مجموعة من الأشخاص يحملون أسداً قد قاموا بصيده، فدهش وقال: يا إلهي كم هم أقوياء، كيف اصطادوا ملك الغابة؟!
فأخبره البوم الحكيم أنهم استطاعوا فعل ذلك لأنهم استخدموا ذكاءهم، وقال: من يستخدم عقله ويُفكر بذكاء سيصبح قوياً ولن يخشى شيئاً.
في اليوم التالي خرج القرد الصغير للبحث عن الطعام، فرآه أسد كبير وأراد أن يهجم عليه، لكنّ القرد الصغير صاح قائلًا: توقف، أنت لا تستطيع أن تأكلني.
توقّف الأسد وقال: ولماذا لا أستطيع أيها القرد الصغير الضعيف؟
قال القرد الصغير: الأسد في الجانب الآخر من الغابة يريد أن يأكلني أيضاً، إنه أسد قوي أكثر قوة منك.
غضب الأسد لكلام القرد وقال له: أنا أقوى أسد في الغابة ولا يستطيع أحد منافستي.
قال القرد الصغير: تعال معي لترى من هو أقوى منك.
ذهب الأسد مع القرد الصغير إلى الطرف الثاني من الغابة ليرى الأسد الذي يتحداه.
عندما وصل الأسد إلى تلة عالية تطل على البحر طلب القرد الصغير من الأسد أن ينظر إلى البحر، لقد كان هناك انعكاس لصورة الأسد على الماء، فظن أنه قد عثر على منافسه، فقفز من فوق التلة نحوه، لكنه سقط في الماء فغرق ومات.
عاد القرد الصغير إلى البوم الحكيم وأمه وهو سعيد جداً لأنه استطاع بذكائه أن يخلّص نفسه من الأسد إلى الأبد، لقد أدرك القرد الصغير أن من يمتلك الذكاء هو الأقوى فعلاً.