في قرية بعيدة عاش رجل مع ابنته الجميلة الرقيقة، وكان الأب يحب ابنته كثيرًا، وكانت هي أيضًا تحبّ والدها وتعتني به.

وفي يوم من أيام الشتاء خرج الرجل إلى القرية المجاورة للعمل، فطلبت منه ابنته الجميلة أن يُحضَر لها وردة حمراء جميلة.

وفي الطريق هبّت عاصفة ثلجية شديدة، ولم يستطع الرجل الرجوع إلى منزله، فمشى بين الأشجار يبحث عن مكان يبقى فيه حتّى وصل إلى قلعة كبيرة.

مشى الرجل في بستان القلعة حتى وصل إلى الباب فوجده مفتوحًا، فنادى بصوت مرتفع: هل من أحد هنا؟ لكن لم يُجبه أحد.

دخل الرجل إلى القلعة ومشى حتى وصل إلى إحدى غرف النوم، ومن شدة تعبه استلقى على السرير ونام نومًا عميقًا.

في اليوم التالي استيقظ الرجل ووجد وجبة إفطار بجانب السرير، واندهش متسائلًا عن الشخص الذي قدّم له الطعام، وخرج من الغرفة للبحث عنه لكنه لم يجد أحدًا.

تجوّل الرجل في القلعة بعض الوقت، ثم قرر الخروج والعودة لابنته والاطمئنان عليها،

وفي طريقه للخروج من القلعة وجد في البستان ورودًا حمراء جميلة، فقطف منها لابنته الصغيرة.

وعندما التفت الرجل ليخرج وجد وحشًا يرتدي ثيابًا مرتبة ينظر إليه بغضب قائلًا: لماذا قطفت ورودي من سمح لك بذلك؟

خاف الأب وأخبر الوحش أنه قطف الورد ليُهديه لابنته الجميلة، فهي تحب الورد كثيرًا.

اشترط الوحش على الرجل لكي يسامحه أن يقوم بزراعة ورود جديدة في البستان بدل التي قطفها، وأن يُقيم معه هو وابنته في القلعة حتى تنمو الورود الجديدة.

وافق الرجل على شرط الوحش، وعاد إلى ابنته الجميلة وأخبرها بما جرى معه، فقالت له: لا تقلق يا أبي سيكون كل شيء على ما يرام.

ذهب الرجل مع ابنته الجميلة إلى القلعة، وكان لكل واحد منهما غرفة جميلة، وكان الوحش يقدم لهما الطعام الشهي، ويدعوهما للجلوس معه أمام المدفأة.

استغربت الجميلة من معاملة الوحش الطيبة لهما، وأصبح شكلة المخيف غير مهم بعد أن عرفت طيبة قلبه.

مع مرور الوقت أحب الوحش الفتاة الجميلة، فطلب يدها للزواج من أبيها، إلا أن الأب رفض ذلك وأخبره أنّه يجب أن يعود مع ابنته إلى القرية بعد أن تنو الورود.

شعر الوحش بالحزن، فقد كان لا يحبّ عيشته وحيدًا وتمنى لو يبقى معه الرجل وابنته إلى الأبد،

بقي الوحش حزينًا لأيام حتى أصابه المرض، فأخبرت الجميلة والدها بالأمر ليساعده.

أدرك الرجل سبب مرض الوحش وحزنه، فأخبر ابنته الجميلة أنّ الوحش قد طلب يدها للزواج لكنه رفض ذلك،

ابتسمت الجميلة وقالت: يا أبي، طيبة قلب الوحش ومعاملته اللطيفة أهم من جمال شكله، وقد أحببته لذلك ولا مانع لديّ من الزواج منه.

وافق الرجل بعدما سمع كلام ابنته، وذهبت الجميلة لتخبر الوحش بالخبر السعيد، ففرح الوحش بذلك وتعافى من مرضة سريعًا.

وعندما تزوجت الجميلة من الوحش تحوّل فجأةً إلى أمير وسيم،

دُهش الرجل وابنته الجميلة مما حصل، فأخبرهما الأمير بسرّه الذي كان يُخفيه؛ لقد كان مسحورًا ولا ينتهي سحره إلا إذا تزوج من فتاة طيبة ولطيفة،

وعاش الأمير مع الجميلة وأبيها في القلعة حياة سعيدة.



المعاني والمفردات:

*هبّت عاصفة: جاءت ريح شديدة.

*استلقى: تمدّدَ.

*وسيم: جميل.