يُحكى أنه في قديم الزمان كان يحكمُ إحدى الغابات البعيدة أسدٌ شريرٌ لا تحبّه الحيوانات وتخاف منه كثيرًا.
وفي يوم من الأيام وبينما كان الثور جالسًا أمام أحد كهوف الغابة مرّ من أمامه الأسد الشرير، وكان حينها يشعر بالجوع الشديد، فظلّ واقفًا أمامه بعض الوقت فكّر بطريقة يستطيع بها أن يأكل هذا الثور السمين.
لم يكن الثور مرتاحًا لوقفة الأسد أمامه، وشعر أنّ هناك خطرًا قادمًا منه، ففكّر سريعًا بحيلة يحمي بها نفسه من أي شيء قد يفعله الأسد؛ فعندما اقترب منه الأسد أكثر أدار الثور الذكي وجهه إلى داخل الكهف وقال بصوت مرتفع وكأنه يتحدّث مع أحد فيه: لقد وجدتُ أسدًا كبيرًا وسمينًا سأصطاده الآن، سنجعل منه وجبة لذيذة نسدّ بها جوعنا.
لما سمع الأسد كلام الثور خاف وهرب من المكان بسرعة، وبينما هو يجري في الطريق شاهده الثعلب المكّار، فاستغرب من منظره وأوقفه ليسأله عمّا جرى معه، فأخبره الأسد بما فعله ذلك الثور، فضحك الثعلب وقال: لقد استطاع الثور خداعك يا ملك الغابة، ما رأيك أن نذهب إليه معًا وأساعدك في الهجوم عليه لنجعله وجبة لذيذة لنا؟
تردّد الأسد قليلًا ولم يُجبه، فأكمل الثعلب كلامه: وها أنا سأربط ذيلي بذيلك وأمشي أمامك حتى تصدّقني وتطمئن للخطة التي قلتها لك.
وبالفعل سار الثعلب والأسد باتجاه الثور، ولما اقتربا منه أدرك الثور الذكي أنّ الثعلب عَلِمَ بخطّته الأولى التي استعملها مع الأسد، ففكّر سريعًا بفكرة أخرى تُنقذه من الثعلب والأسد معًا.
قال الثور بصوت مرتفع وبضحكة الواثق من نفسه: يا لك من ثعلب غبي، ألم أطلب منك أن تُحضر لي أسدين حتى آكلهما وليس أسدًا واحدًا؟ هيا عُد وأحضر الأسد الثاني.
لما سمع الأسد كلام الثور خاف خوفًا شديدًا، وصار يجري بعيدًا عنه ويجرّ الثعلب خلفه بين الصخور والأشواك وسط ضحكات الثور الذكي الذي استطاع خداع الأسد مرة أخرى.
معاني المفردات:
*حيلة: خدعة.
*يجري: يركض.
*المكّار: المُخادع.
ولقراءة المزيد من الحكايات الجميلة ما قبل النوم: قصة العنزات الثلاث، قصة الثعلب وبيضة النسر.