يُحكى أنّه عَاشَتْ بَطةٌ بيضاء في عشّها بالقُرْبِ من البُحَيرة في الغابة.
عندما جاء فصل الرّبيع وَضَعَت البطّة ثلاث بيضات في عشّها وجلست عليها، وكانت سعيدة جدًا بها.
أحسّت البطة الأم بالعطش فذهبت إلى البحيرة لتشرب، وعندما عادت إلى العشّ لاحظت وجود بيضة كبيرة جديدة، لقد أصبح عدد البيضات داخل العش أربعة.
تعجّبت البطة من وجود البيضة الكبيرة، ونظرت حولها باستغراب قائلة: مَن وضع هذه البيضة الجديدة في عشّي؟
بحثت البطّة حول العش ونظرت بين الأعشاب ولم تجد أحدًا، فعادت واحتضنت البيض وهي تقول: لا بأس سيصبح عندي أربع فراخ جميلة.
بعد مرور عدّة أيام فَقَسَت جميع البيضات وخرجت منها ثلاثة فِراخ بيضاء وفرخ واحد أسود.
نظَرت البطة الأم إلى الفرخ الأسود باستغراب، فشكله ولونه مختلف عن الفِراخ الثلاثة، لكنها كانت سعيدةً بجميع الفراخ وتعتني بها بحبّ وحنان.
كبرت الفراخ الأربعة وأصبحت بطّات جميلة، وكانت حيوانات الغابة تلعب معها وتحبّها، ما عدا البطة السوداء؛ فقد كانت الحيوانات تسخر من شكلها المختلف.
وفي يوم من الأيام جاءت مجموعة من البجعات قرب العشّ، وعندما شاهدت البجعات البطة السوداء قالت للبطة الأم: لماذا تبدو هذه البطة مختلفة عن إخوتها؟ إنّ لونها الأسود يجعلها تبدو غير جميلة.
لم تَهْتَم البطّة الأم لكلام البجعات، ودخلت هي وصغارها إلى العشّ لتنام.
كانت البطة السوداء حزينة، وظلت تفكّر في سبب اختلاف شكلها عن البطات الأخريات، ثم قرّرت أن تترك العش وتذهب بعيدًا حتّى لا يَسْخَر أحد من شكلها مرة أخرى.
عندما نام الجميع خرَجَت البطة السوداء من العش ومشت بين الأعشاب بعيدًا حتى وصلت إلى مزرعة دجاج صغيرة.
دخلت البطة السوداء إلى قنّ الدّجاجات لتأكل معها، فلم يسخر أحد من شكلها وعاملها الجميع بلطف، ففرحت بذلك كثيرًا وبقيت مُقيمةً مع الدجاجات في القنّ.
وفي يوم من أيام الربيع المُشمسة خرجت البطة السّوداء وحدها بِاتّجَاه البُحيرة تريد السّباحة.
وصلت البطة السوداء إلى البحيرة، ورأت عند طَرفها مجموعةً من الإوز، فقالت: ما أجملكم ليْتنَي أستطيع الطيّران مِثْلَكم.
سمعتها واحدة من الإوزّ، فاقتربت منها وسألتها: من أنت؟ أنا لم أركِ هنا من قبل، ونادت على رفيقاتها الأُخْرَيات وهي تَقول: تعالوا إلى هنا انظروا إليها، ما أجملها!
تعجّبت البطة السوداء من ذلك؛ فقد كان الجميع يصفها بالقبيحة قبل أن تترك العشّ، فما الذي تغير الآن؟
نظرت البطة السوداء في ماء البحيرة فوجدت شكلها قد تغيّر، لقد كبرت ونَمَا لها ريش أبيض لامع وأصبحت إوزّة بيضاء جميلة جدًا.
فرحت الإوزة بذلك، نعم، لقد كانت البيضة التي فقست منها بيضة إوزة، ولذلك كان حجمها أكبر ولم تكن تشبه البطّات الأخريات.
أخبرت الإوزة الجميلة الإوزات بقصتها فدعونها للانْضِمَام إلى السّرب، فوافقت بكل سرور.
وأخيرًا وَجدت الإوزّة عائلة تُشْبهُها، وكانت سعيدة بذلك.
المفردات والمعاني:
*الفرخ: هو صغير الطيور.
*قن: اسم بيت الدجاج.
*السرب: مجموعة من الطيور.