في قديم الزمان حَكَم الغابة أسدٌ شريرٌ يُخيف الحيوانات دائمًا، فلم يُحبّه أحدٌ منهم.

وعلى أطراف تلك الغابة عاشت ثلاثة ثيران إخوة مع بعضهم.

وفي يوم من الأيام نفد الطعام عند الثيران الثلاثة، فقرروا الخروج إلى وسط الغابة لإحضار حاجتهم من الطعام.

فقال الثور الكبير: لكنّ الأسد الشرير لن يتركنا وشأننا، وسيمنعنا من أن نأخذ ما يكفينا.

عمّ الصمت بين الثيران الثلاثة، فما قاله الثور الكبير صحيح، ولا بدّ من التفكير بخطة مُحكمة للإيقاع بالأسد.

بعد وقت قصير اتفق الثيران الثلاثة على الخطة التي سينفذونها، وخرج الثور الصغير من البيت وحده متجهًا إلى وسط الغابة حسب الاتفاق.

مشى الثور الصغير حتى وصل إلى المكان الذي سيأخذ منه الطعام، وما كاد يقترب منه حتى رأى الأسد يقف أمامه وعلامات الغضب على وجهه، وكأنه يتجهز للهجوم عليه.

شعر الثور الصغير بالخوف قليلًا، لكنه تشجع وطلب من الأسد القليل من الطعام.

ضحك الأسد ضحكته الشريرة ثم قال: بل أنا سأجعلك وجبتي القادمة، فردّ الثور بسرعة: لكن أنا صغير ولحمي قليل فلن تشبع إذا أكلتني، انتظر حتى يأتي أخي الأكبر مني فلحمه أكثر وألذّ.

فكّر الأسد بما قاله الثور الصغير وطمع باللحم الكثير، فسمح له أن يأخذ ما يشاء من الطعام.

عاد الثور الصغير إلى البيت، ثم انطلق الثور الأوسط باتجاه الأسد الذي أراد مهاجمته أيضًا.

فقال الثور الأوسط: إنّ أخي الكبير ممتلئ باللحم وسيكون هو الوجبة المفضلة لك، دعني الآن آخذ الطعام وعندما يأتي أخي تأكله بسرعة.

وافق الأسد هذه المرة أيضًا على ما قاله الثور وتركه يذهب، لكن بعد لحظات تفاجأ الأسد بالثيران الثلاثة مجتمعة تريد مهاجمته.

اتحدت الثيران الثلاثة مع بعضها، وهاجمت الأسد الشرير وطرحته أرضًا، وبعدها عاشت الحيوانات في الغابة بحبّ وسلام.


ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الدجاجة الذهبية، قصة الثعلب المكار.