يعيش الأسد والذئب في الغابة مع مجموعة من الحيوانات.

وفي يوم من الأيام مرض الأسد مرضاً شديداً ولم يستطع الخروج من بيته لاصطياد فريسته.

فذهب إليه الذئب وسأله: ما بك يا ملك الغابة قد تغيرت أحوالك؟

أجابه الأسد: لقد أتعبني هذا المرض، وأخبرني الأطباء أنّ الدواء مخّ حمار وأذناه.

فقال الذئب: أووه بسيطة! فأنا أعرف حماراً أتعبه حمل الأغراض، لا تقلق سآتيك به، فالمهم صحّتك يا ملك الغابة.

ذهب الذئب إلى الحمار في بيته، فوجده في غاية التعب وسأله: ما لي أراك حزيناً هكذا أيها الحمار؟

فأجابه الحمار: لقد أتعبني سيّدي الذي يُحمّلني على ظهري فوق طاقتي.

قال الذئب: وما الذي يُجبرك على ذلك؟

ردّ الحمار: ليس لدي حل لأتخلص منه.

قال الذئب: لا تقلق، أنا سأدلّك على مكان بعيد عن الناس، فيه مجموعة من الحمير التي تعيش بأمان.

قال الحمار: هيا بنا إلى هناك بسرعة.

أخذ الذئب الحمار إلى المكان الذي أخبره عنه، ثم انطلق إلى الأسد وطلب منه أن يُجهّز نفسه وأخبره عن مكان الحمار.

خرج الأسد إلى حيث يوجد الحمار وعندما حاول الهجوم عليه لم يستطع التمكّن منه بسبب مرضه وضعفه، واستطاع الحمار الهرب بعيداً عنه.

لما رأى الذئب ذلك قال للأسد: هل أنت مُتعب لهذه الدرجة؟ فأجاب الأسد: إن جئتني به مرة أخرى فلن يفلت مني أبداً.

فانطلق الذئب خلف الحمار وأخبره أنّ ما رآه لم يكن أسداً، إنما هو حمار مثله، فصدّق الحمار كلامه وعاد معه إلى حيث يوجد الأسد.

لما وصل الحمار إلى المكان استجمع الأسد قوّته وهجم عليه، وتركه مُلقى على الأرض حتى يذهب ويغتسل ثم يعود ليأكل مخّه وأُذنَيه ويترك الباقي للذئب.

فلما ذهب الأسد للاغتسال أكل الذئب مخّ الحمار وأُذنيه لعلّ الأسد يتركه له.

وعندما عاد الأسد سأل الذئب مستغرباً: أين مخّ الحمار وأذناه؟

ضحك الذئب بصوت مرتفع وقال: لو كان في رأسه ما يُفكّر به أو له أذنان يسمع بهما لما رجع إليك بعد أن نجا منك أول مرة!



المعاني والمفردات:

فريسته: ما يصطاد الأسد من الحيوانات ليأكله.