في إحدى القرى القريبة من الغابة يعيش فلاح بسيط مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
كان الابن الأكبر معروفاً بين أهل القرية بقوّة جسمه، بينما كان الابن الأوسط معروفاً بذكائه، أما الابن الأصغر فقد كان طيّباً ويحب الضحك بعكس أَخَوَيه واسمه بهلول.
وفي يوم من الأيام طلب الفلاح من ابنه الكبير أن يذهب إلى الغابة ليُحضر بعض الأخشاب، فجهّز الابن فأسه وبعض الطعام والشراب وانطلق إلى الغابة.
لما وصل إلى الغابة واستعدّ ليقطع الخشب من الشجرة ظهر أمامه رجل عجوز صغير الحجم قال له: مرحباً أيها الشاب، أنا جائع جداً فهل يمكن أن تُعطيني من طعامك؟
ردّ الشاب: ابتعد من أمامي أيها الرجل فلن أُعطيك شيئاً، ثم أمسك فأسه ليبدأ بقطع الشجرة.
لكن حدثت المفاجأة ولم يستطع الشاب قطع أي شيء من الشجرة بالرغم من قوّته، كما كُسِر فأسه.
عاد الشاب إلى المنزل غاضباً، وأخبر عائلته بما جرى معه، فقال الابن الأوسط: الذكاء سيتغلّب على القوة يا أخي، سأذهب أنا إلى الغابة وأعود بالأخشاب.
جهّز الشاب الأوسط منشاره وبعض الطعام والشراب ثم انطلق إلى الغابة، فقابله نفس الرجل العجوز وطلب منه الطعام أيضًا، لكنّه رفض أن يُعطيه، فلم يستطع هو الآخر قطع أي شيء من الشجرة.
في اليوم التالي قرر الابن الأصغر بهلول أن يجرّب حظّه ويذهب إلى الغابة، فضحك شقيقاه وقالا له: لن تستطيع فعل شيء، لكنّ بهلول لم يهتمّ لقولهما.
وصل بهلول إلى الغابة وطلب منه العجوز كما طلب من أخويه، فأعطاه بعض الطعام الذي أحضره معه، وجلسا يأكلان معاً، ثم أمسك بهلول فأسه وبدأ بقطع الشجرة، وفجأةً سقطت من أعلى الشجرة إوزة ذهبية.
دُهِشَ بهلول مما رأى، وأمسك بالإوزة الذهبية ثم قال: يا لها من إوزة جميلة، سأذهب بها إلى المدينة وليس إلى القرية لعلي أستطيع بيعها.
سار بهلول في الطريق إلى المدينة والإوزة الذهبية تمشي خلفه، وكان الناس مندهشين من ذلك، وكلما اقترب أحد منها ليلمسها التصقت يده بها ولم يستطع إفلاتها، فأصبح تسير خلف بهلول مجموعة من الأشخاص يمشون مثل مشية الإوزة.
وصل بهلول إلى مدينة يحكمها ملك له ابنة لا يستطيع أحد إضحاكها، لذلك أصدر الملك قراراً بأنّ من يستطيع إضحاك ابنته سيتزوجها.
وما إن رأت ابنة الملك منظر بهلول والجميع يمشي خلفه كالإوزة حتى دخلت في نوبة ضحك طويلة.
فرح الملك كثيراً بأنّ ابنته ضحكت أخيراً، وأعلن عن زواج ابنته من بهلول، وعاش بهلول مع زوجته في سعادة وهناء.