كان للفأرة نانا أطفال ثلاثة تحبهم كثيرًا، أسماؤهم لولي، وزيزو، ونونا.

في يوم من الأيام مرضت الفأرة نانا كثيرًا، فخاف عليها أطفالها الثلاثة وخرجوا لإحضار الطبيب أرنوب من منزله.

في الطريق شاهد الفئران الثلاثة قطًّا يتجول ويبدو أنه يبحث عن طعام أو شيء يأكله.

وقف الفئران الثلاثة مكانهم، وقالت الفأرة لولي: لا بد أن ننتظر حتى يذهب القط، فنحن لا نستطيع أن نمشي أمامه لأنه سيأكلنا.

فاختبأ الثلاثة الصغار خلف صخرة كبيرة ينتظرون حتى يذهب القط من المكان ويُكملوا طريقهم.

مضى وقت طويل والقط ما زال قريبًا من الفئران الثلاثة ولم يتحرك من مكانه،

فقال الفأر زيزو: يجب أن نتحرك من مكاننا وألا نتأخر أكثر، فأُمنا مريضة وسيأتي الظلام قريبًا.

قالت الفأرة نونا: يجب أولًا أن نفكر بخدعة للتخلص من القط ولنذهب إلى الطبيب أرنوب.

اقترحت لولي خطةً وقالت: سأخرج أمام القط وسأحاول إبعاده عن مكانكما، وأنت يا زيزو تتبعني وعندما تشعر أنّي في خطر عليكَ أن تحاول إبعاد القط عني،

أما أنتِ يا نونا عندما نبتعد من هنا اذهبي بسرعة إلى بيت الطبيب أرنوب وأخبريه عن مرض أمّنا نانا.

اتفق الفئران الثلاثة على هذه الخطة واستعدوا لتنفيذها، فخرجت الفأرة لولي أمام القط تحاول أن تلفت انتباهه، ولما رآها بدأ يجري خلفها.

لقد كانت لولي رشيقة وسريعة جدًا في الجري، واستطاعت أن تجري بسرعة باتجاه النهر.

لما تحرّكت لولي والقط لحقهما زيزو دون أن ينتبه إليه القط، فكان يختبئ خلف النباتات بعض الوقت.

أما نونا فقد ذهبت مسرعة إلى بيت الطبيب أرنوب واستطاعت أن تصل في الوقت المناسب، وطلبت منه الذهاب معها إلى البيت لمعالجة أمها نانا.

بقيت لولي تركض حتّى وصلت إلى النهر وقفزت في الماء، وكانت لولي شجاعة تعرف السباحة،

أما القط فكان جبانًا ولم يتمكن من القفز خلفها، وذهب من عند النهر يُحرك ذيله بغضب لأنه لم يستطع صيد هذه الفأرة.

بعدما ذهب القط أحضر زيزو عصا طويلة ومدّها للولي ليسحبها إلى حافة النهر، ثم عادا معًا إلى البيت.

كان الجميع سعداء لأنهم تمكنوا من تجاوز الخطر وإحضار الطبيب لمعالجة أمهم نانا.

وكانت الفأرة نانا فخورة جدًا بصغارها، وشكرتهم قائلة: لقد كبرتم يا أبطالي الثلاثة.