انتهت العطلة الصيفية وكانت تهاني متحمسة جدًّا لبدء عام دراسي جديد.

تهاني فتاة ذكية تحب المدرسة وتحب تعلّم أشياء مفيدة.

في اليوم الدراسي الأول انتقلت إلى المدرسة طالبة جديدة اسمها أماني، رحّب الجميع بالطالبة الجديدة بعد أن عرّفت بنفسها.

 أجلست المعلمة أماني بجانب تهاني في نفس المقعد.

بدت تهاني منزعجة من جلوس الفتاة الجديدة بجانبها لكنها لم تقل شيئًا، وعندما عادت إلى البيت أخبرت والدتها عن يومها الدراسي الأول، واشتكت من جلوس الطالبة الجديدة بجانبها.

حينما سألتها والدتها عن سبب انزعاجها قالت أماني: إن الفتاة الجديدة قصيرة، وتبدو فتاة غير ذكية.

 ابتسمت الأم لابنتها وقالت: القصر يا ابنتي شيء لا يعيب الإنسان أبدًا، فهو خلق رب العالمين، كما أنه لا يمكنك الحكم على الناس من خلال أشكالهم، فربّما تكون أماني فتاة مجتهدة وصديقة جيدة.

ذهبت تهاني إلى غرفتها وهي ما تزال منزعجة من الموضوع، وقررت أن تطلب من المعلمة في اليوم التالي أن تغير مكانها؛ فهي لا ترغب بالجلوس بجانب الطالبة الجديدة.

في الصباح استعدت تهاني للذهاب إلى المدرسة، وعندما ركبت الحافلة أغلق السائق الباب على يدها بالخطأ فصاحت تهاني من الألم.

أخذت المعلمة الفتاة إلى الطبيب، فأخبرها أن الأمور بخير لكن تهاني ستشعر بالألم في يدها لعدة أيام وهذا طبيعي، لكن عليها أن تُريح يدها لتتعافى.

حزنت تهاني لذلك؛ فهي في شوق للكتابة وحل مسائل الرياضيات والرسم.

جلست تهاني في مقعدها ونسيت أن تطلب من المعلمة نقلها إلى مقعد آخر.

علمت أماني بما جرى مع زميلتها، وكانت فتاة لطيفة للغاية؛ فكتبت لها الواجبات عن اللوح وساعدتها على كتابة الملاحظات، وكانت ترتّب الكتب في حقيبتها بعد انتهاء الحصص.

 تفاجأت تهاني مما فعلته أماني وتذكرت كلام والدتها.

مضت ثلاثة أيام أخرى قبل أن تُشْفى يد تهاني تمامًا، وكانت أماني ما تزال تساعد زميلتها دون أن تَمَلّ أو تشتكي.

في اليوم الرابع عندما دخلت أماني إلى الصف وجدت هدية ومعها بطاقة مكتوب فيها: شكرًا على مساعدتك لي، أتمنى أن نصبح صديقتين.

ابتسمت أماني وقالت لتهاني: لا شكر على واجب.

وأصبحت أماني وتهاني صديقتين مقربتين.