يُحكى أنه عاش صياد طيب مع زوجته في منزل بسيط.
كان الصياد يخرج للصيد كل يوم، ويعود بما يصطاده فيبيعه ويترك سمكة له ولزوجته للعشاء.
في يوم من الأيام خرج الصياد كعادته ورمى شبكته واصطاد السمك ثم ذهب ليبيعه.
وفي طريق عودته إلى البيت رأى الصياد عجوزًا كبيرًا في السن وبجانبه مجموعة من الحطب.
سلّم العجوز على الصياد وطلب منه أن يُساعده ويوصله إلى منزله.
أمسك الصياد الطيب بيد العجوز وحمل الحطب ومشى معه إلى بيته، وعندما وصلا دعا الرجل العجوز الصياد إلى الجلوس ليرتاح، ثمّ طلب منه أن يسامحه؛ فهو لا يملك المال ليدفع له أجر توصيله، ودعا له بأن يبارك له في رزقه.
ابتسم الصياد للرجل العجوز وعاد إلى منزله، ثمّ خرج في اليوم التالي إلى البحر ليصطاد، لكن الحظ لم يحالفه في ذلك اليوم، وكان كلما رمى الشبكة في البحر يُخرجها فارغة، حتى أصابه التعب وشعر باليأس، ورمى الشبكة للمرة الأخيرة في البحر داعيًا الله أن يرزقه.
عندما أخرج الصياد الشبكة وجد سمكة واحدة، فنظر إليها مسرورًا وحمد الله، ثمّ عاد بها إلى منزله وطلب من زوجته أن تحضرها لطعام العشاء.
أخذت الزوجة السمكة وبعد دقائق عادت مسرعة إلى زوجها تنادي عليه وهي مسرورة.
قال الصياد: ما بكِ؟
فتحت الزوجة يديها وقالت: انظر إلى هذه اللؤلؤة الكبيرة، لقد رزقنا الله أكثر مما كنا يظن.
ابتسم الصياد وقال: الحمد لله تعالى على رزقه وبركته.