أنا وليد أعيش مع عائلتي في منزل جميل.
في ليلة من الليالي جلست عائلتي على طاولة العشاء؛ الجميع موجود بابا وماما وأخي قاسم وأنا، لكن مقعد أختي سوار فارغ.
سوار لم تخرج من غرفتها لتناول العشاء.
قالت أمي: سوار مريضة، حرارتها مُرتفعة، لقد كانت تسعل طول النهار.
أحس الجميع بالضيق لأن سوار مريضة، وبعد أن تناولنا العشاء ذهب أبي وأمي ليتحدثا في غرفتهما، ثمّ خرجا.
خرج أبي من غرفته ثم قال: انتبااااه انتبااااه.
وقفتُ أنا وأخي قاسم أمام أبي بسرعة وكأننا شُرطيان صغيران أمامه.
قال أبي: هناك قائمة من التعليمات على الجميع الالتزام بها:
- لا تدخلوا إلى غرفة سوار.
- لا تستعملوا حمامها الخاص، وكذلك أدواتها الخاصة كالمنشفة.
- إذا سعل أحدكم أو عطس أو أحس بحرارة وتعب في جسمه عليه أن يُخبر ماما على الفور، فقد يكون مريضًا.
- أمكم هي المسؤولة عن إحضار الطعام لسوار، وعليها أن ترتدي الكمامة عند الدخول والخروج من غرفة سوار لتفقّدها، وستُعقّم الأدوات التي ستستخدمها سوار.
سألتُ أبي: ولِمَ كل هذه التعليمات يا أبي؟ هل سوار مسجونة؟ لقد أصابني السّعال السنة الماضية ولم نفعل شيئًا مما قلته الآن.
ضحك أبي ثم قال: حسنًا أنت لم تعد طفلًا يا وليد، سوار أصيبت بعدوى فيروس كورونا، هذا الفيروس مُعدٍ ومتعب أكثر من فيروس الإنفلونزا، لذلك يجب أن تبقى سوار في غرفتها لعدّة أيام، ونحن سنعتني بها حتّى تُشفى تمامًا، نحن نحب سوار ونحبكم وهذا في مصلحة الجميع.
حزنت أنا وقاسم على سوار، وأردنا أن نذهب للاطمئنان عليها، لكن لحظة، تذكّرنا تعليمات أبي عن عدم الاقتراب من سوار كي لا تنتقل لنا العدوى.
كتبنا أنا وقاسم لسوار بطاقة: بالشفاء العاجل يا أختي نحن نحبك كثيرًا، ثم وضعناها تحت باب غرفتها.
قالت أمي: لا تقلقا سوار ستُشفى وستعود للعب معكما قريبًا.
مرت أيام عديدة والجميع يتابع حالة سوار الصحية ويدعو لها بالشفاء.
كانت سوار تأخذ الأدوية والفيتامينات التي وصفها الطبيب فتحسّنت صحتها بعد عدة أيام، وصارت تمارس هواياتها وتلعب بألعابها وهي ما تزال في غرفتها.
بعد 14 يومًا شُفيت سوار تمامًا وجلست على طاولة العشاء معنا أخيرًا.
كانت سوار سعيدة، ونحن أيضًا كنا سعداء من أجلها.
المعاني والمفردات:
*الكمامة: قطعة تغطي الفم والأنف تستخدم لمنع انتقال الأمراض.
*تُعقّم: تُنظّف.
*العدوى: المرض.
*الفيروس: هو كائن صغير يسبب الإصابة بالمرض إذا دخل لجسم الإنسان.
اشترك