عاش العم أحمد وحده منزل بسيط في قرية من القُرى الجميلة، وكان كثير السّفر والتّرحال سعيًا لكسب الرزق.

وفي يوم من الأيام وبينما كان العمّ أحمد خارجًا من بيته ذاهبًا في رحلة طويلة هذه المرّة رأى أمام باب منزله ثلاث حبات خضراء من الزيتون.

انحنى العمّ أحمد والتقطها عن الأرض وبقي واقفًا لحظات يُفكّر في أمرها، ولم يُرد أن يُفرّط بها فقرر أن يترك كلّ حبة من حبات الزيتون عند صديق من أصدقائه.

ذهب العم أحمد إلى صديقه صاحب الدكّان وطلب منه أن يحتفظ بحبة الزيتون إلى حين عودته من السفر، وسيُعطيه مبلغًا من المال مقابل حفاظه عليها.

استغرب صديقه من هذا الطّلب، لكنّه وافق ووضعها في صندوق صغير وأقفل عليه.

بعد ذلك ذهب العم أحمد إلى صديقه صاحب المخبز، وطلب منه الطّلب نفسه ووعده بمبلغ من المال عند عودته، فوافق أيضًا واحتفظ بها في كيس مملوء بالطحين.

أما الحبة الثالثة من حبات الزيتون فقد قرر أن يضعها أمانة عند صديقه الفلاح، ووعده بالمال كما وعد صديقيه.

سافر العم أحمد وغاب سنوات طويلة، وخلال تلك المدة كان الفلّاح قد زرع بذرة الزيتون في الأرض، وسقاها واعتنى بها حتى صارت شجرة زيتون جميلة.

عاد العم أحمد من السفر وذهب إلى أصدقائه ليسترجع حبات الزيتون، فلما رآه صاحب الدكان أخرج له حبة الزيتون، فوجدها جافّة لا حياة فيها.

حزن العمّ أحمد ورفض أن يُعطيه المال لأنه لم يُحافظ على حبة الزيتون، وكذلك الحال عند صاحب المخبز.

ولما وصل إلى الفلاح وسأله عن حبة الزيتون أخذه إلى الشجرة الجميلة وقال: هذه حبة الزيتون قد كبرت وكبرت حتى صارت شجرة مُثمرة.

فرح العمّ أحمد بما رأى وأعطى صديقه الفلاح مبلغًا من المال لحفاظه على حبة الزيتون.



ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الفيل والنملة، قصة العنزات السبعة.