تحت ظلّ شجرة كبيرة من أشجار الغابة كان الدب مستلقيًا يحتمي من أشعة الشمس الحارّة.
لم يكن هذا الدب يعمل ويجتهد كبقيّة الحيوانات، فقد كان كسولًا ولا يحبّ فعل أي شيء سوى الاستلقاء أسفل الشجرة وانتظار من يأتيه بالطعام من الحيوانات.
وفي هذا اليوم بالتحديد اتفقت الحيوانات على عدم إعطاء الدب أي شيء من الطعام، حتى لا يبقى معتادًا على الكسل ويسعى هو للبحث عن حاجته.
مرّ وقت طويل والدبّ مستلقٍ مكانه دون أن يأتي أحد من الحيوانات ويُقدم له الطعام، وبدأ يشعر بالغضب من شدة الجوع.
نهض الدب من مكانه -وكان الظلام قد حلّ- وأخذ ينظر يمينًا ويسارًا، فرأى بيتًا للنحل يبدو أنه مليء بالعسل، فقرر أن يتجه إليه بسرعة حتى يأكل العسل.
اقترب الدب شيئًا فشيئًا من بيت النحل وأوشك على مسكه ليأخذ العسل منه، لكن قبل أن يفعل أي شيء خرجت منه نحلة كبيرة وقرصت الدب في أنفه، ثم قالت: اذهب عنّا أيها الدب الكسول، لن تأخذ من العسل ولا نقطة واحدة.
أخذ الدّب يصيح من شدّة الألم، وابتعد عن بيت النحل وهو يمسك بأنفه ويصرخ متوعدًا النحلة بمعاقبتها.
في مساء اليوم التالي حاول الدب أن يفعل ما فعله أمس، فخرج له النحل أيضًا وقرصه في أذنه هذه المرّة.
غضب الدب كثيرًا وقرر ألا يستسلم، فخرج في اليوم الثالث ليلًا متجهًا نحو بيت النحل.
لما وصل الدب إلى بيت النحل أمسكه بيديه، ودُهِش لعدم مهاجمة النحل له، ثم أفرغ العسل الموجود فيه في معدته.
وفجأة ظهر النحل وأخذ الدب يضحك ساخرًا منه لعدم قدرته على مهاجمته هذه المرة، فقالت النحلة الكبيرة بثبات وقوّة: لقد كان هذا العسل مسمومًا؛ إذ دخل إليه ثعبان ووضع السُمّ فيه.
تفاجأ الدّب مما سمع، وصرخ بصوت عالٍ ممسكًا ببطنه من الألم.
قالت النحلة: هذا عقاب لك على كسلك ومحاولتك أخذ ما ليس لك.
ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الدجاجة وحبة القمح، قصة النملة والجندب.