في إحدى الغابات البعيدة تعيش الحيوانات معًا بحبّ وسلام وبينها صداقة قوية، إلا الثعلب المكار الذي لم يكن له أصدقاء.


كان الثعلب يظلم الحيوانات الضعيفة والصغيرة ويخدعها باستمرار حتى أصبح مكروهًا بين الحيوانات جميعها.


وفي يوم من أيام الصيف الجميلة كانت الأم أرنوبة تجّهز نفسها للخروج لإحضار طعام الغداء، وقبل أن تخرج قالت لابنها الأرنب الصغير: إياك أن تخرج من المنزل يا أرنوب قبل أن أعود، فالثعلب لا يتركُ أحدًا من شرّه، ثم خرجت وبقي الأرنب الصغير وحده.


مضى وقت طويل والأم أرنوبة لم تعد إلى المنزل بعد، وشعر الأرنب الصغير بالملل، فقرر أن يخرج ليلعب أمام باب المنزل قليلًا حتى تعود أمه ناسيًا تحذيرها له بعدم الخروج.


أخذ الأرنب الصغير يركض ويلعب بين الأشجار والنباتات الخضراء بسعادة ومرح، ولم ينتبه أنّه ابتعد عن منزله واقترب من صخرة كبيرة كان الثعلب المكار مستلقيًا بجانبها وكأنه نائم.


شمّ الثعلب رائحة الأرنب الصغير يقترب منه؛ فقرر أن يجعله وجبة غدائه لهذا اليوم، وخطرت له فكرة شريرة ليأكله، فنهض من مكانه ببطء وحذر دون أن ينتبه إليه الأرنب.


بدأ الثعلب يمشي باتجاه الأرنب المسكين، ولما وصل إليه قال: مرحبًا أيها الأرنب الصغير، أراك تلعب وحيدًا، ما رأيك أن ألعب معك وأعطيك جزرًا لتأكله؟


فَرِحَ الأرنب الصغير وقال: حسنًا، وأخذ يتمشى بين الأشجار مع الثعلب الذي ابتسم ابتسامة شريرة لأنّ خطته نجحت.


بينما كان الثعلب والأرنب يمشيان شاهدهما من بعيد الضفدع، وكان يعرف أنّ الثعلب مُخادع ولا بدّ أنّه ينوي أن يفعل بالأرنب الصغير شيئًا؛ فأسرع إلى الأرنب وهَمَس في أذنه دون أن يراه الثعلب وقال: اهرب بسرعة، إنه يُريد أن يأكلك.


هنا تذكّر الأرنب الصغير نصيحة أمه وبدأ يركض بسرعة حتى يفلت من الثعلب، ولما تنبّه إليه الثعلب حاول أن يلحق به لكنّه تعثّر بحجر كبير ثم سقط على الأرض، وصار يصيح بأعلى صوت، والأرنب الصغير ما زال يركض مُسرعًا.


لما وصل الأرنب الصغير إلى منزله وجد أمه الأرنوبة قد عادت ويبدو عليها الغضب الشديد، وقبل أن تقل له كلمة واحدة أسرع الأرنب الصغير وحضنها وهو يبكي ثم قال: أنا آسف يا ماما لأنني لم أسمع كلامكِ، فقد كاد الثعلب أن يأكلني، أعدكِ أنني لن أكررها مرة أخرى.



معاني المفردات:

*المكار: الذي يخدع الآخرين.

*نهض: قام.

*هَمَسَ: تحدّث بصوت منخفض.

ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم الجميلة: قصة الثعلب والقرد، قصة النملة والصرصور.