راجي فلاح يحبّ أرضه، وعاش في قريته سعيدًا لكنّ سعادته لم تدم طويلًا.
كان راجي يزرع حقله في كل موسم وينتظر المطر حتّى ينمو الزرع في حقله، وفي سنة من السنوات لم ينزل المطر على القرية، وبَذَرَ راجي كغيره من الفلاحين البذور في الأرض، لكن لم يحالفهم الحظ في نزول المطر.
بدأ بعض الفلاحين في القرية بالرحيل، وقرروا الانتقال إلى قرية أخرى بعد الجفاف الذي حصل، لكن راجي لم يتخلَّ عن أرضه، وتذكّر جده الذي أخبره في يوم من الأيام عن وجود بئر ماء في القرية.
اجتمع راجي مع الفلاحين وطلب منهم مساعدته للحفر والبحث عن بئر الماء.
وافق الفلاحون على فكرة راجي وبدؤوا الحفر لعدة أيام، لكن سرعان ما أصابهم الملل وفقدوا الأمل وبدؤوا بالانسحاب واحدًا تلو الآخر.
بقي راجي يحفر بفأسه، فنظر إليه الفلاحون وحاولوا إقناعه بعدم وجود فائدة من الحفر، لكن راجي كان يقول لهم إن الله سيُرشده، وما عليه سوى أن يبذل جهده ويكمل الحفر والبحث عن البئر.
خرج راجي للحفر في اليوم التالي أيضًا، وبينما هو يحفر بدأ الماء يخرج من الحفرة، ففرح راجي كثيرًا وبنى بئرًا لحفظ الماء فيها وسقى حقله ونما زرعه واخضرّ.
وقال راجي للفلاحين: أرأيتم، مَنْ يتوكل على الله ويجتهد في عمله يُكافئه الله تعالى بالخير دائمًا.