اجتمعت مجموعة من حيوانات الغابة في يوم من الأيام لتختار حاكماً لها.
كان الثعلب ذكياً وجميع الحيوانات تحبه، أما الذئب فقد كان معروفاً بأنه شرير ومغرور ولا أحد يحبه من الحيوانات لكنهم يخافون منه، فاختاروه حاكماً لهم، وعيّن الذئبُ الثعلبَ مساعداً له.
وفي فصل الشتاء وبينما كانت الثلوج تغطي الغابة شعر الذئب بالجوع ولم يكن عنده طعام، فنادى الثعلب وقال: تعال أيها الثعلب، اخرج إلى الغابة وأحضر لي الطعام بسرعة.
خرج الثعلب في البرد الشديد وذهب إلى بحيرة الغابة، واصطاد بعض الأسماك ثم عاد إلى الذئب.
تناول الذئب السمك لكنه لم يشبع، وطلب من الثعلب أن يصطاد له المزيد.
فكّر الثعلب قليلاً وخطرت على باله حيلة ذكية، فقال للذئب: أنت أقوى مني وتستطيع أن تصطاد أكثر، اخرج وجرّب بنفسك.
اقتنع الذئب بكلام الثعلب وقال: حسناً، لكن قُل لي كيف أصطاد؟
ردّ الثعلب: فقط ضع ذيلك في ماء البحيرة وستتجمع الأسماك عليه، وبذلك تستطيع صيدها.
خرج الذئب فرحاً بنفسه وتوجّه نحو بحيرة الغابة وفعل كما قال له الثعلب، الذي كان يلحقه من بعيد ليرى ما الذي سيحدث.
بقي الذئب واضعاً ذيله في الماء مدة طويلة، وزادت برودة الجوّ وانخفضت الحرارة أكثر، فتجمّد الماء على ذيله ولم يستطع إخراجه منه.
صاح الذئب: آه ساعدوني ساعدوني لقد تجمّد الماء على ذيلي.
وصل الثعلب إلى الذئب وقال له: لن نستطيع إخراج ذيلك من الماء المتجمّد، لا بدّ من قصّه حتى تستطيع العودة إلى بيتك.
وبالفعل قصّ الثعلب ذيل الذئب، وأصبح مظهره مضحكاً، وكلما رآه أحد من الحيوانات سَخِرَ منه.
وفي اليوم التالي قررت الحيوانات أن تجعل الثعلب حاكماً لها مكان الذئب.
المعاني والمفردات:
*حيلة: خدعة.