في يوم من الأيام شعر الثعلب الصغير بالجوع، فطلب من أبيه أن يُحضر له البيض وبعض ثمار التوت.
خرج الثعلب من منزله قائلًا في نفسه: إنّ الحصول على ثمار التوت أمر أسهل، لكن لا بد أن أجد طريقةً للحصول على البيض.
مشى الثعلب في طريقه حتى وصل إلى شجرة التوت، فصعد على الشجرة وبدأ يقطف ثمار التوت.
بينما كان الثعلب يقف على غصن من أغصان الشجرة شاهد عشًّا للنسر.
نظر الثعلب داخل العش فوجد فيه بيضةً كبيرةً، فشعر بالسعادة وأخذ البيضة لابنه الجائع ثم نزل عن الشجرة.
بعد ذلك عاد النسر إلى عشّه فلم يجد البيضة.
سأل النسر جارته البومة عن البيضة، فأخبرته أنها رأت الثعلب يأخذها من العش.
طار النسر عاليًا وقرر الذهاب بسرعة إلى بيت الثعلب ليأخذ بيضته.
وصل النسر إلى بيت الثعلب قَبله، ففكّر أن يُعاقب الثعلب على فعلته.
رأى النسر ابن الثعلب الصغير يلعب في الخارج، فحمله بأرجله وطار عائدًا إلى العش.
بعد ذلك وصل الثعلب إلى بيته ولم يجد ابنه الصغير، فسأل جارته الفأرة عنه، فأخبرته أن النسر أخذه وطار به عاليًا.
أدرك الثعلب أنّه أخطأ حين أخذ بيضة النسر، فهي قريبًا ستفقس وسيخرج منها فرخ صغير، ولا بد أنّ النسر يحب فرخه تمامًا كما يحب الثعلب ابنه.
أخذ الثعلب البيضة وعاد إلى النسر واعتذر منه طالبًا منه أن يسامحه.
عاد الثعلب مع ابنه إلى بيته وهو يدرك تمامًا أنّ ما لا يرْضَاه لنفسه لن يرْضَاه لغيره، وأن ما يؤلمه ويحزنه سيُؤلم الآخرين ويُحزنهم أيضًا.